ليبيا الان

ارتفاع ملوحة المياه والتربة يهدد المحاصيل الزراعية في ليبيا

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

تواجه ليبيا أزمة زراعية متفاقمة نتيجة ارتفاع ملوحة المياه والتربة، والتي باتت تُشكل تهديدًا خطيرًا للإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في البلاد. ويُعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل المناخية والبيئية والبشرية، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، تراجع معدلات الأمطار، والاستخدام المفرط وغير المنظم للمياه الجوفية.

التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية

تشهد ليبيا منذ سنوات ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، بالتزامن مع انخفاض معدلات سقوط الأمطار، خاصة في المناطق الزراعية الوسطى والشرقية والجنوبية. وقد أدى ذلك إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية في العديد من المناطق وزيادة تركيز الأملاح في خزانات المياه الجوفية نتيجة التبخر وعدم تجدد المياه.

ملوحة المياه الجوفية
من ناحية أخرى تعتمد ليبيا بنسبة تفوق 90% على المياه الجوفية للري، نظرًا لانعدام الأنهار وصعوبة تخزين مياه الأمطار. لكن هذه الموارد بدأت تتدهور بشدة حيث تجاوزت مستويات الملوحة في بعض الآبار 5000 جزء في المليون (ppm)، ما يجعلها غير مناسبة لزراعة معظم المحاصيل التقليدية. وتُسهم ملوحة المياه في تدهور خصوبة التربة وتراكم الأملاح فيها.

تأثير الملوحة على المحاصيل الزراعية

الملوحة الزائدة أثرت على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بسبب تدهور جودة المياه والتربة ما أدى الى تراجع إنتاج محاصيل أساسية مثل القمح والشعير والطماطم والبطيخ وزيادة تكاليف الزراعة نتيجة الحاجة لاستخدام مياه محلاة أو تقنيات خاصة وتحول بعض الفلاحين إلى أنشطة أخرى أو التخلي عن الزراعة تمامًا بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية.

التربة المالحة: مشكلة مزدوجة

كما ان ارتفاع ملوحة المياه يؤدي بدوره إلى تراكم الأملاح في التربة، خاصة في المناطق ذات التصريف السيء، ما ينتج عنه انخفاض قدرة النباتات على امتصاص العناصر الغذائية وتغير تركيبة التربة وتدهور بنيتها الفيزيائية فضلا عن صعوبة استصلاح الأراضي المتدهورة دون تدخل تقني مكلف.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية
وكان لما سبق تأثير كبير حيث أدت الى خسائر مالية كبيرة للفلاحين والمزارعين و ارتفاع أسعار الغذاء محليًا بسبب انخفاض الإنتاج و زيادة الاعتماد على الاستيراد لتغطية الاحتياجات الغذائية و مخاطر تهجير سكان الريف إلى المدن نتيجة تراجع الدخل الزراعي.

و يمثل ارتفاع ملوحة المياه والتربة تحديًا خطيرًا للقطاع الزراعي في ليبيا، يتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا وتعاونًا واسعًا بين مؤسسات الدولة والمزارعين والخبراء. حيث ان ضمان الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية والبيئية بات مرهونًا بقدرة البلاد على إدارة مواردها الطبيعية بكفاءة واستدامة.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24