أفاد تقرير نشرته منصة “الشرق بلومبيرج” أن العاصمة الليبية طرابلس تشهد تصاعدًا خطيرًا في التحشيدات العسكرية، وسط تحذيرات من أن المدينة باتت أقرب إلى قنبلة موقوتة.
هذا التصعيد يأتي في ظل استمرار الانقسام السياسي والتضارب في الولاءات الأمنية، ما يُنذر بانهيار الهدنة الهشة والانزلاق نحو موجة جديدة من العنف.
وتشير التحليلات إلى أن التطورات الأخيرة ترتبط مباشرة بما جرى في معارك مايو الماضي، حيث فرضت المرحلة التالية استهداف جهاز الردع، مستغلة حالة الصدمة التي خلّفها اغتيال عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”. وقد سعت الحكومة إلى تنفيذ تحركات متسارعة لتقليص الفجوة الزمنية بين مراحل إعادة الانتشار والسيطرة الأمنية.
وتُظهر التحركات الميدانية الأخيرة نشر آليات ثقيلة وتمركزات جديدة في مناطق حساسة مثل طريق المطار وعين زارة وصلاح الدين، ما أثار مخاوف من اندلاع مواجهات مباشرة بين الفصائل المسلحة المتنافسة.
وتُحذر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من تداعيات هذا التصعيد، داعية إلى انسحاب فوري للقوات المنتشرة ووقف الخطابات التحريضية.
ويرى مراقبون أن ما حدث في مايو يُجسّد بوضوح المشهد الأمني المتصدع في طرابلس، الذي تحكمه شبكة مصالح متداخلة ومعقدة بين التشكيلات المسلحة، في ظل غياب قيادة موحدة تضبط إيقاع الأحداث.
ويخشى حقوقيون من أن استمرار هذا التصعيد قد يُفضي إلى تجدد الاشتباكات المسلحة، مع تداعيات إنسانية خطيرة على المدنيين والبنية التحتية.