ليبيا الان

الدبيبة بين ضغط دعاية الحرب وتوازنات الميليشيات

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

يعيش المشهد الليبي واحدة من أكثر مراحله تعقيدًا، حيث تتشابك الخلافات السياسية مع الحسابات العسكرية، وتختلط أوراق التحشيد الإعلامي بموازين القوى على الأرض. وفي قلب هذه المعادلة يقف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الذي يحاول البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، مستندًا إلى أدواته الدعائية وعلاقاته مع بعض التشكيلات المسلحة، لكنه في المقابل يواجه تحديات متزايدة قد تقود إلى مواجهة مفتوحة داخل العاصمة طرابلس.

دعاية الحرب وشحن الأجواء

منذ أسابيع، يواصل الدبيبة تصعيد خطابه الإعلامي ضد ميليشيات طرابلس، مظهرًا إياها باعتبارها العقبة الرئيسة أمام استقرار العاصمة، في مقابل تسويق ميليشيات مصراتة على أنها “القوة المنقذة”. ورغم التحركات الميدانية، إلا أن المؤشرات لا تدل على نية جدية لشن هجوم قريب، بل يبدو أن الهدف هو إبقاء أجواء الحرب مشتعلة بما يضغط على التشكيلات الطرابلسية، التي باتت تواجه نفورًا شعبيًا متزايدًا.

هذه الأجواء قد تجعل بعض الميليشيات، وعلى رأسها جهاز الردع، في موقع “العدو المفترض” لسكان طرابلس، فيما تبقى تشكيلات مصراتة أكثر تماسكًا بحكم حاضنتها الاجتماعية التي تمنحها نوعًا من الغطاء الداخلي.

العرقلة السياسية عبر مجلس الدولة

سياسيًا، يعتمد الدبيبة على أدواته داخل مجلس الدولة، وخصوصًا رئيسه محمد تكالة، الذي يسعى إلى عرقلة مسار خارطة الطريق وتأجيل الانتخابات عبر تعطيل إعادة تشكيل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أو تعديل القوانين المنظمة للاستحقاق.

أما المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي فيظهر في موقع الحياد السلبي، بعد أن تلقى تهديدات مباشرة من الدبيبة، وهو ما جعل تدخله في المشهد شبه مستحيل.

تطورات ميدانية خطيرة

مصادر ليبية كشفت عن اجتماعات وتحركات عسكرية تعكس بوادر مواجهة وشيكة. ففي حي الأندلس بطرابلس، اجتمع مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة مع قادة مجموعات مسلحة لمناقشة هجوم محتمل على “جهاز الردع” التابع للمجلس الرئاسي، فيما رُصدت تحركات تعزيزية من مصراتة نحو مشارف القرة بوللي بالدبابات والمدرعات.

بالتوازي، عادت قوة فض النزاع بقيادة محمد الحصان إلى مواقعها بعد تعرضها لاعتداء من قوات موالية للدبيبة، مؤكدة أن انتشارها يهدف إلى حماية المدنيين لا إشعال الحرب.

وفي مصراتة، عقد اجتماع موسع بين الأعيان والقيادات المحلية أعلنوا خلاله رفضهم الزج بالمدينة في حرب جديدة، معلنين دعمهم لقوة الحصان ضد أي محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة.

طرابلس على صفيح ساخن

التوتر بلغ ذروته مع سعي الدبيبة لانتزاع السيطرة على مطار معيتيقة، الذي يُعد المعقل الأبرز لجهاز الردع غير أن مكونات رئيسة مثل سوق الجمعة حذرت من أي مواجهة ضد الجهاز، معتبرة أن ذلك سيجر العاصمة إلى صراع دموي واسع.

موقف الردع

بدوره، أصدر جهاز الردع بيانًا مقتضبًا أكد فيه عدم وجود أي اتفاقية مع حكومة الوحدة كما يُروّج إعلاميًا مشددا على انه عناصره موجودة في مواقعها بشكل طبيعي وان من يحاول التصعيد معروف، وهو من يتحمل مسؤولية قراراته.

المعادلة الليبية تقف اليوم أمام مفترق حاسم: إما أن ينجح الدبيبة في إطالة أمد المماطلة السياسية مستخدمًا أدواته داخل المؤسسات، أو يذهب إلى خيار التصعيد العسكري الذي قد يسرّع بخروجه من المشهد. وفي كلا الحالتين، لم يعد مصير بقائه في السلطة مرتبطًا بقدرة ميليشياته على الحشد، بقدر ما تحدده التوازنات الإقليمية والدولية التي لم تعد تمنحه حرية المناورة كما يتصور.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24