أكد الناشط المدني عبد الرؤوف الخضر، أن مطار معيتيقة بات يمثل استراتيجية مهمة للجماعات المسلحة في العاصمة طرابلس، مشيراً إلى أنه تجاوز دوره كمرفق مدني ليصبح مركزاً للتهريب والابتزاز، ونقطة انطلاق لتوسيع النفوذ السياسي والاقتصادي.
وقال الخضر، في مداخلة عبر قناة “ليبيا الحدث”، إن مجموعة الردع تسيطر حالياً على المطار، مما يجعلها في مواجهة مباشرة مع رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، الذي يعتمد على مطاري طرابلس الدولي ومصراتة لتفادي معيتيقة.
وأوضح الخضر أن أحداث 12 مايو 2025 شهدت تحركات من الدبيبة لتوحيد مصالح جماعات مصراتة والزنتان من أجل السيطرة على العاصمة، بما في ذلك اجتماعات سياسية واقتصادية هدفت إلى فرض نفوذه على المصرف المركزي، غير أنها اصطدمت بمقاومة محلية أفضت إلى بقاء المصرف تحت إدارة المسؤولين الحاليين.
كما أشار إلى محاولة اغتيال معمر الضاوي، الذي وصفه بالحاكم الفعلي لمنطقة ورشفانة وحزام طرابلس، مبيناً أن المحاولة جاءت في سياق مساعٍ للسيطرة على مواقع استراتيجية مثل كوبري 27، وتشكيل تحالفات عبر الرشاوى مع مجموعات مسلحة موالية للدبيبة.
وأضاف أن النزاع القائم في العاصمة يتجاوز الجانب الاقتصادي ليشمل الهيمنة العسكرية والأمنية، مؤكداً أن الدبيبة يسعى لإبقاء العاصمة في حالة توتر أمني وعسكري بهدف تعطيل الجهود السياسية والدبلوماسية للبعثة الأممية والأطراف المحلية، في ظل دعم دولي من مصر وفرنسا والإمارات وتركيا، إضافة إلى ضغوط أمريكية عبر القائم بالأعمال في ليبيا.
وحذر الخضر من أن استمرار هذا التوتر قد يقود إلى مواجهات مسلحة بين الجماعات، تهدد المدنيين بشكل مباشر، مشيراً إلى وجود جهود محلية ودولية لإنشاء مناطق آمنة بين المجموعات المتصارعة، غير أن أي تصعيد إضافي قد يجر العاصمة إلى حرب جديدة.
وبيّن الخضر أن محاولات الدبيبة للحفاظ على موقعه في السلطة شملت تقديم رشاوى لضمان دعم البعثة الأممية واستمرار حكومته، وهو ما يعكس، بحسب قوله، صراعاً أوسع على النفوذ العسكري والسياسي داخل طرابلس.
وأضاف أن السيناريو الحالي يدور بين خيارين، إما سيطرة كاملة للدبيبة على العاصمة، أو دخوله في مسار تفاوضي مع الأطراف السياسية الأخرى، مشيراً إلى أن بعض التحركات السابقة مثل اقتحام الزاوية وأحداث مايو الماضي جاءت في هذا السياق.
وختم الخضر بالتأكيد على أن استمرار حكومة الدبيبة دون تعديل سياسي أو مخرجات واضحة للحوار سيشكل خسارة للمشروع الوطني، داعياً إلى تأسيس حكومة موحدة تضع أسساً متينة للانتخابات القادمة، وتجنب البلاد مخاطر الصراعات المسلحة والهيمنة الفردية.