عاد الهدوء النسبي، صباح الأربعاء، إلى مدينة الزاوية الليبية الواقعة غرب العاصمة طرابلس بنحو 30 كيلومترًا، عقب ساعات من الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين فصيلين محليين، وسط حالة من التوتر الأمني والقلق الشعبي.
ووفقًا لتصريحات القيادي في قوة دعم المديريات بالزاوية، سلامة كشلوط، فإن الاشتباكات اندلعت باستخدام الأسلحة المتوسطة بين جهاز أمني يتبع وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، يُعرف باسم “جهاز التهديدات الأمنية”، وبين مجموعة مسلحة محلية تُعرف باسم “الكابوات”، يُشتبه في ارتباطها بأنشطة غير قانونية تشمل تهريب الوقود والمهاجرين غير النظاميين.
وفي تعليق مثير للجدل، قال مفتي ليبيا الصادق الغرياني، خلال ظهوره في برنامج “الإسلام والحياة” على قناة التناصح، إن ما يجري في الزاوية هو “قتال بين خريجي سجون الردع وبين الحكومة”، مشيرًا إلى أن جهاز الردع استغل الخصومة مع الحكومة لإطلاق سراح سجناء سابقين وتسليحهم، بهدف إشعال الفوضى ومناهضة السلطة.
وأضاف الغرياني أن أحد أطراف الاشتباك هو شخص سبق أن تم القبض عليه في عملية تهريب وتجارة مخدرات، وسُجن في الردع، قبل أن يُطلق سراحه ويُسلّح بأسلحة ثقيلة، ليكون أحد المحركين الرئيسيين للصراع الحالي.
وأشار المفتي إلى أن السجناء المظلومين الذين لم تصدر بحقهم أحكام قضائية يتعرضون للتعذيب داخل السجون، بينما يتم إطلاق أصحاب السوابق واستخدامهم في إشعال الفتن، ما يعكس خللًا خطيرًا في إدارة الملف الأمني.
وأثارت ردود فعل واسعة في الأوساط الليبية، وسط مطالبات بفتح تحقيق عاجل في خلفيات الاشتباكات، ومحاسبة الجهات المتورطة في تسليح الخارجين عن القانون، حفاظًا على أمن المدينة وسلامة سكانها.