في خطوة غير مسبوقة في السوق العقاري المصري، أعلنت شركة ماونتن فيو عن إطلاق مشروعها الجديد “جريان” في مدينة الشيخ زايد، والذي يعد الأول من نوعه بتصميمه الذي يدمج نهر النيل مباشرةً في قلب المشروع، مستفيدًا من التفريعة الجديدة التي يُجرى تنفيذها من قبل الدولة.
ورغم الطموح والابتكار في الفكرة، إلا أن الأسعار التي طرحتها الشركة للوحدات أثارت موجة عارمة من السخرية والاستياء بين المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي.
حلم النيل في الشيخ زايد يتحقق بأسعار “خيالية”
لطالما كان حلم امتلاك منزل يطل على النيل بعيد المنال للكثيرين، خاصة في مناطق راقية مثل الشيخ زايد، لتُعلن ماونتن فيو عن تحقيق هذا الحلم، حيث يمر نهر النيل (أو تفريعة منه) في وسط مشروع “جريان”، مما يضمن إطلالة نيلية مباشرة لجميع الوحدات، ويهدف هذا التصميم الفريد إلى خلق بيئة معيشية استثنائية تجمع بين الفخامة والطبيعة الخلابة.
وتتنوع الوحدات المطروحة في المشروع بين الشقق، الشقق المزودة بحديقة (iVilla Garden)، البنتهاوس، التاون هاوس، الفيلات المستقلة، الفيلات الفاخرة، وحتى القصور، بأسعار تبدأ من 7.6 مليون جنيه مصري للشقة المكونة من غرفة نوم واحدة، وتصل إلى 175 مليون جنيه مصري لقصر “نايل كراون”.
قائمة أسعار “جريان” التي صدمت الجميع:
نوع الوحدة |
السعر المبدئي (جنيه مصري) |
شقة – غرفة نوم واحدة |
7,600,000 |
شقة – غرفتي نوم |
10,600,000 |
شقة – 3 غرف نوم |
13,200,000 |
بنتهاوس – 3 غرف نوم |
15,000,000 |
بنتهاوس |
16,300,000 |
iVilla بحديقة كبيرة |
25,000,000 |
بنتهاوس فاخر |
18,000,000 |
تاون هاوس |
20,500,000 |
فيلا مستقلة |
28,000,000 – 88,000,000 |
فيلا فاخرة |
50,000,000 |
قصر “نايل كراون“ |
175,000,000 |
سخرية عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي
فور انتشار هذه الأسعار، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة للسخرية والتعليقات اللاذعة. عبر المستخدمون عن صدمتهم من هذه الأرقام، معتبرين إياها “خيالية” ولا تتناسب مع غالبية فئات المجتمع المصري.
فقد علّق أحد المستخدمين، محمد عبد العليم، قائلاً: “شايفه الأسعار دي يا سهام غراب؟ أسعار حلوة جداً وفي متناول الجميع ومش هنشوف الأسعار دي تاني يلا بسرعة عشان العدد محدود”، هذه النبرة الساخرة تعكس الاستياء من المبالغة في الأسعار وكأنها موجهة لفئة محدودة جدًا.
بينما تساءل آخر يدعى محمد شلبي بتهكم: “شايف الأسعار يا كاظم الساهر؟ يا تلحق في الوقت ده يا لقطه”، وهي إشارة إلى أغنية كاظم الساهر الشهيرة “يا لقطة”.
وذهب أحمد عاطف إلى أبعد من ذلك بتعليقه الساخر: “أنتوا شاربين إيه؟”، معبرًا عن الذهول من الأسعار.
ولم يخلُ الأمر من تعليقات أكثر حدة مثل تعليق محمد هاني: “انتوا الشاتو لحس دماغكوا وربنا”.
تساؤلات حول “القدرة الشرائية” وواقع السوق العقاري الفاخر
تُظهر قائمة الأسعار التي نشرتها ماونتن فيو، والتي تم تداولها على نطاق واسع، تباينًا كبيرًا في قيمة الوحدات، حيث تتجاوز أسعار بعض الفيلات والقصور حاجز الـ 100 مليون جنيه مصري. هذا التسعير يضع المشروع بشكل قاطع ضمن شريحة العقارات الفاخرة جدًا، موجهة لأصحاب الثروات الكبيرة.
لكن ما أثار حفيظة الكثيرين هو أن هذه الأرقام تأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد المصري تحديات كبيرة، وتآكلًا للقدرة الشرائية لقطاعات واسعة من الطبقة المتوسطة.
اقرأ أيضًا: ترقب في القاهرة لقرار البنك المركزي بشأن الفائدة.. وخبير اقتصادي يرجّح التخفيض (تفاصيل)
ويعكس تعليق “الناس كبرت موضوع مسروقات دكتورة نوال ثمن فيلا!!” الذي انتشر على فيسبوك، حجم الصدمة والسخرية من قيمة هذه العقارات مقارنة بوقائع الفساد أو حتى مقارنتها بأحلام وطموحات الشباب في امتلاك مسكن مناسب.
هذه المفارقة بين طموح المطورين في تقديم منتجات عقارية فائقة الفخامة وواقع الحياة الاقتصادية لمعظم المواطنين، تضع علامة استفهام حول مدى شمولية هذه المشروعات في رؤيتها التنموية، وتثير نقاشًا أوسع حول طبيعة السوق العقاري المصري وتركيزه المتزايد على النخبة.
يأتي مشروع “جريان” في سياق سعي الدولة لتطوير البنية التحتية وتوسيع النطاق العمراني، وتوفير تفريعات جديدة للنيل قد تفتح آفاقًا لمشروعات عقارية فريدة. ومع ذلك، فإن هذه الأسعار المرتفعة تثير تساؤلات حول مدى استهداف هذه المشروعات لشرائح معينة من المجتمع، وتأثيرها على مفهوم “الرفاهية المتاحة”.
يبقى أن نرى كيف ستتفاعل الشركة مع هذه الانتقادات، وما إذا كانت هناك أي تعديلات على خطط التسعير في المستقبل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها الكثير من المواطنين.