في الوقت الذي تتصاعد فيه مشاهد الدمار في غزة، وتتعالى أصوات التضامن العربي مع الفلسطينيين، تخرج تصريحات على لسان داليا زيادة ، الكاتبة والباحثة السياسية، لتُحدث صدمة في الرأي العام.
خرجت داليا زيادة، الكاتبة والباحثة السياسية، لتُعلن أن “إسرائيل تدافع عن نفسها”، بينما تصف ما تقوم به حركة “حماس” بأنه “خطأ في حق الفلسطينيين”.
داليا زيادة: إسرائيل ليست عدونا
كشفت الباحثة السياسية داليا زيادة، في حوار صحفي مع جريدة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية من الولايات المتحدة، عن الأسباب التي دفعتها لمغادرة مصر مؤخرًا، وأوضحت أن تصريحاتها العلنية ضد حركة حماس، ودفاعها عن حق إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”، وضعتها – بحسب وصفها – في دائرة الخطر.
وقالت زيادة: “أنا واحدة من ثلاثة فقط في مصر تجرأوا على إدانة ما قامت به حماس، ووصفتها صراحة بأنها منظمة إرهابية، وقلت إن من حق إسرائيل أن تحمي نفسها، وهذه التصريحات وحدها كانت كافية لتعرضني لتهديدات جدية”.
وبررت موقفها بأن إسرائيل، من وجهة نظرها، تخوض معركة تمثل دفاعًا عن أمن المنطقة بأكملها، بما فيها الدول العربية، قائلة: “لو فكرت الدول العربية بعقلانية، لكان عليها دعم إسرائيل، فهي تخوض هذه الحرب بالنيابة عن الجميع، لقد كانت دائمًا جارًا طيبًا، ويجب أن نحترم ذلك”.
وفي معرض حديثها، أشارت زيادة، إلى واقعة سابقة، قالت إنها تعرّضت فيها لهجوم في يونيو 2023، بعد أن أدانت الاحتفالات التي شهدتها مصر عقب حادث إطلاق النار من قِبل شرطي مصري داخل الحدود، والذي أسفر عن مقتل جنود إسرائيليين.
وأكدت زيادة، أنها غادرت مصر بمساعدة شبكة دعم دولية، مشيرة إلى أن أصدقاء من إسرائيل وكندا والولايات المتحدة وأستراليا وبعض الدول العربية ساعدوها على مغادرة البلاد قبل ساعات قليلة مما وصفته بـ”كارثة وشيكة”، بعد تلقيها تهديدات بالقتل من جهات وصفتها بـ”الجماعات الإسلامية المتطرفة”.
داليا زيادة: مصر لم توفر لي الحماية اللازمة
واتهمت الحكومة المصرية بعدم توفير الحماية اللازمة لها، رغم أن مصر طرف في اتفاقية سلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أن بعض المحامين والبرلمانيين بدأوا في ملاحقتها قضائيًا، بتهم تمس الأمن القومي والخيانة.
ورفضت زيادة الدعوات لإسقاط جنسيتها، مؤكدة تمسكها بهويتها الوطنية، قائلة: “ربما يستطيع أي مسؤول التوقيع على ورقة تسحب عني الجنسية، لكن لا يمكن لأحد محو انتمائي، أنا مصرية مثل الأهرامات والنيل”.
واتهمت قطر بلعب دور في تصعيد الهجوم الإعلامي ضدها، معتبرة أن هذا التصعيد يأتي لصرف الأنظار عن ما أسمته “فضيحة قطر-جيت”، حيث تزعم أن الدوحة تحاول التأثير على القرار السياسي المصري عبر استثمارات ضخمة، بحسب قولها.
وفي حديثها عن نظرتها للصراع، قالت زيادة إنها لا تعتبر إسرائيل عدوًا، بل ترى أن الخطر الحقيقي يتمثل في الجماعات الإسلامية المتطرفة، قائلة : “عندما أشعر بالضعف، أستلهم قوتي من صمود الشعب اليهودي على مر العصور. هذه الروح تمنحني الإلهام، وأقول للإسرائيليين: تمسكوا بصمودكم، كما تجاوزتم الكثير من المحن، ستتجاوزون هذه أيضًا”.
وأشارت إلى وجود تدهور في العلاقات المصرية الإسرائيلية، ووجود “توتر غير مسبوق”، على حد تعبيرها، قائلة: “الثقة بين البلدين اهتزت، والحشود العسكرية على الحدود تُنذر بالقلق، رغم عدم رغبة أحد في اندلاع مواجهة عسكرية”.
ووجهت رسالة إلى الإسرائيليين قالت فيها: “لقد أثبتم لي أن قولي بأن إسرائيل ليست عدوًا للمصريين أو للمسلمين هو قول صادق. أشكركم من أعماق قلبي على دعمكم”.
“محدش كان يعرفك أصلاً”.. غضب شعبي على السوشيال ميديا
بعد نشر تصريحات داليا زيادة التي دافعت فيها عن إسرائيل، وهاجمت فيها حركة حماس، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات الغاضبة، التي عبّر فيها المصريون والعرب عن رفضهم القاطع لتصريحاتها، واعتبروها استفزازًا لمشاعر الملايين في ظل المجازر المستمرة في غزة.
وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “بتتشبهي باليهود؟ طب معلش يعني، هو محدش كان يعرفك أصلاً، فقولتي تعملي تريند بأي شكل، “واضح إنك قررتي تقفي في صف إسرائيل علشان حد ياخد باله إنك موجودة”.
وتابع آخر: “هو حالة الكراهية المنتشرة دي يا أستاذة داليا عاملالك جو؟ مبسوطة؟ الكلام عن الناس اللي ضدك بقى أكتر من أي فكرة بتقوليها.. مش يمكن الناس مش مدفوعة ضدك، بس فعلاً مش متقبلة أفكار بتدافع عن القتل والظلم”.
وأضاف آخر: “بتقولي إسرائيل مش عدونا؟ طب تعالي شوفي الأطفال اللي تحت الركام، وقوليلي لسه شايفة إسرائيل جارة طيبة؟”.
اقرأ أيضًا: تؤيد حرب إسرائيل على غزة.. من هي داليا زيادة المدافع الأول عن الكيان الصهيوني؟