الفرق بين العيد الكبير والعيد الصغير هو فرق في العادات والشرع، ويحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بعيدين رئيسيين هما عيد الفطر وعيد الأضحى.
ورغم أن كليهما يمثل مناسبة للفرح والبهجة والتواصل، إلا أن الفرق بين العيد الكبير والعيد الصغير واضح لكل منهما خصوصيته في الشرع الإسلامي، وفي العادات والتقاليد الاجتماعية التي ترسخت عبر القرون. فهم هذه الفروقات يعمق فهمنا للمناسبتين ويبرز غنى الثقافة الإسلامية.
على الرغم من الفرق بين العيد الكبير والعيد الصغير في أصولهما الشرعية وعادات الاحتفال بهما، إلا أنهما يجتمعان في كونهما مناسبتين عظيمتين لتقوية الروابط الأسرية والمجتمعية، وتجديد الإيمان، وإظهار الشكر لله تعالى على نعمه.
كلاهما يعكس قيم التراحم والتكافل والفرح ، ويُشكل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للمسلمين حول العالم.
الفرق بين العيد الكبير والعيد الصغير .. الفروقات الشرعية
تتجسد الفروقات الجوهرية بين العيدين في أصولهما الشرعية والمناسبات التي يتبعانها:
-
عيد الفطر (العيد الصغير):
- مناسبته: يأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والعبادة والقيام. هو بمثابة “جائزة” من الله تعالى للمسلمين الذين أتموا فريضة الصيام وقاموا بما أوجبه عليهم.
- وقته: يبدأ في الأول من شهر شوال، ويستمر ليوم واحد شرعًا، وإن كان الاحتفال به يمتد في العادات لعدة أيام.
- أبرز شعائره: قبل صلاة العيد، تُؤدّى زكاة الفطر، وهي صدقة واجبة على كل مسلم، كبير أو صغير، غني أو فقير، قبل صلاة العيد، بهدف إطعام الفقراء والمساكين وإغنائهم عن السؤال في يوم العيد. صلاة العيد تكون ركعتين جهريتين، تتبعها خطبة العيد.
- التكبير: يُسن التكبير المطلق من غروب شمس آخر يوم من رمضان، وحتى صلاة العيد كما يقرر الأزهر الشريف .
-
عيد الأضحى (العيد الكبير):
- مناسبته: يرتبط عيد الأضحى ارتباطاً وثيقاً بـفريضة الحج، حيث يأتي في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يلي وقوف الحجاج على صعيد عرفات. يُذكرنا هذا العيد بقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، وتضحية إبراهيم واستجابته لأمر الله بذبح ابنه، ثم فدائه بكبش عظيم.
- وقته: يبدأ في العاشر من شهر ذي الحجة، ويستمر لأربعة أيام تُعرف بـ “أيام التشريق” (الحادي عشر، الثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة).
- أبرز شعائره: أهم شعائره هو ذبح الأضاحي (من الأنعام كالإبل والبقر والغنم) تقرباً إلى الله تعالى، وتوزيع لحومها على الفقراء والأقارب والأصدقاء. صلاة العيد تؤدى أيضاً ركعتين جهريتين تتبعها خطبة العيد بالإضافة إلى الدعاء .
- التكبير: يبدأ التكبير المقيد بعد صلاة فجر يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة)، ويستمر حتى عصر آخر أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة).
الفروقات في العادات والتقاليد
بالإضافة إلى الجوانب الشرعية، تبرز فروق واضحة بين العيدين في العادات والتقاليد الاجتماعية:
-
الاحتفال بعيد الفطر:
- الفرحة بالطعام: يتميز عيد الفطر بالفرحة الكبيرة بالانتهاء من الصيام والعودة إلى تناول الطعام والشراب في وضح النهار. تنتشر في هذا العيد المأكولات والحلويات التقليدية الخاصة بكل منطقة، مثل الكحك والبسكويت في مصر والشام، والمعمول في بلاد أخرى.
- الزيارات العائلية القصيرة: يميل الناس في عيد الفطر إلى زيارات عائلية قصيرة ومكثفة، لتبادل التهاني والعيديات (مبالغ مالية تعطى للأطفال).
- الملابس الجديدة: غالبًا ما يُعرف عيد الفطر بأنه “عيد الملابس الجديدة” للأطفال والكبار، كرمز لبداية جديدة بعد شهر الصيام.
- الأجواء العامة والفرق بين العيد الكبير والعيد الصغير : تكون أجواء عيد الفطر خفيفة ومبهجة، تركز على لم الشمل والاحتفال الرمزي بتمام العبادة.
-
الاحتفال بعيد الأضحى:
- الأضحية والولائم: محور عيد الأضحى هو الأضحية، وما يترتب عليها من ذبح وتوزيع اللحوم. تُقام الولائم الكبيرة التي يُدعى إليها الأقارب والجيران والفقراء، مما يعزز روح التكافل والعطاء.
- الولائم الأكبر والزيارات المطولة و الفرق بين العيد الكبير والعيد الصغير : تمتد الزيارات العائلية في عيد الأضحى وتكون أكثر تفصيلاً، وغالبًا ما تشمل إقامة الولائم الكبيرة التي يجتمع عليها عدد أكبر من الأفراد.
- المساعدة والعطاء: تبرز في هذا العيد قيم المساعدة والعطاء بشكل أكبر، حيث يتفقد الناس أحوال المحتاجين ويشاركونهم فرحة العيد من لحوم الأضاحي.
- الروحانية المرتبطة بالحج: يحمل عيد الأضحى بعداً روحياً أعمق يرتبط بفريضة الحج ومناسكها، مما يضفي عليه طابعاً من العظمة والوقار وهو ما يميز عيد الأضحى عن عيد الفطر .