في مواجهةٍ صعبة ضمن ذهاب الدور التمهيدي الأول لكأس الكونفيدرالية الأفريقية، حقق الأهلي طرابلس فوزًا مهمًا على ضيفه أوهامياجي الزنجباري بنتيجة 2-0 على ملعب طرابلس الدولي. ورغم أن النتيجة قد تبدو مريحة على الورق، إلا أن الأداء داخل الملعب كشف عن تحديات وتفاوتات في المستوى، تجعل من مباراة الإياب اختبارًا حقيقيًا للطموحات الليبية في البطولة.
منذ بداية اللقاء، أظهر الأهلي طرابلس نية واضحة في السيطرة على المباراة وتحقيق نتيجة إيجابية. وبعد مرور دقيقتين فقط، تمكن اللاعب السوداني عمار طيفور من تسجيل هدف مبكر بفضل تسديدة قوية، وضع الفريق الليبي في المقدمة وأعطاه دفعة معنوية كبيرة. هذا الهدف السريع قد يكون حاسمًا في تحديد ملامح المواجهة، لكنه أيضًا وضع ضغوطًا إضافية على الفريق للاستمرار بنفس الزخم.
ورغم التفوق في السيطرة على الكرة وخلق الفرص، إلا أن الأهلي طرابلس واجه صعوبة في ترجمة هذه السيطرة إلى أهداف إضافية خلال الشوط الأول، حيث أضاع عدة فرص كانت كفيلة بزيادة الفارق وتأمين النتيجة بشكل أكبر قبل مباراة الإياب. هذه النقطة تحديدًا تبرز حاجة الفريق إلى تحسين الأداء الهجومي والفعالية أمام المرمى.
في الشوط الثاني، استمر الأهلي طرابلس في فرض إيقاعه على المباراة، لكنه لم يتمكن من تقديم مستوى أعلى من الحدة أو الإبداع في اللعب. ومع ذلك، حصل الفريق على ركلة جزاء في الدقيقة 67، نفذها بنجاح المهاجم المخضرم أحمد كراوع ليضاعف النتيجة.
ورغم أن الهدف الثاني أعطى الفريق نوعًا من الأمان، إلا أن الأداء بشكل عام افتقد إلى اللمسة الأخيرة، خاصة مع تراجع واضح في نسق المباراة خلال الدقائق الأخيرة. فالأهلي طرابلس كان قادرًا على تحقيق فوز أكبر لولا التباطؤ والتراجع الذي ظهر على الفريق في بعض فترات اللقاء.
على الجانب الآخر، لم يكن الأهلي طرابلس بكامل قوته في هذه المباراة، حيث غاب عن الفريق عدد من اللاعبين المهمين، أبرزهم النجم حمدو الهوني. هذا الغياب أثر على تنوع الهجمات وخيارات المدرب في التبديلات، وهو ما قد يكون له انعكاس أكبر في مباراة الإياب.
ومن الناحية الإدارية، كان على إدارة الأهلي اتخاذ قرار بدفع تكاليف سفر وإقامة بعثة الفريق الزنجباري في طرابلس، وهو أمر يعكس التحديات المالية والتنظيمية التي تواجه الأندية الليبية في المشاركات القارية. ورغم أن هذا القرار يعكس روح التعاون الرياضي، إلا أنه يضيف عبئًا إضافيًا على النادي الذي يسعى للتركيز على تحقيق أهدافه الرياضية.
بنتيجة 2-0، أصبح الأهلي طرابلس قريبًا من التأهل، لكن مباراة الإياب في طرابلس لن تكون سهلة. الفريق بحاجة إلى الحفاظ على تركيزه واللعب بحذر، خاصة وأن أي هدف مبكر لصالح أوهامياجي قد يربك الحسابات. وستكون مواجهة سيمبا التنزاني في الدور الثاني تحديًا أكبر، مما يستدعي ضرورة تحسين الأداء وتعزيز الخطوط الثلاثة للفريق.
يملك الأهلي طرابلس فرصة جيدة للتأهل إلى الدور الثاني، ولكن عليه أن يتعامل مع هذه الفرصة بجدية وحذر. التأهل لن يكون مضمونًا إلا إذا نجح الفريق في معالجة الأخطاء التي ظهرت في مباراة الذهاب، وأظهر جاهزية أكبر في مواجهة خصوم أكثر قوة في الأدوار المقبلة.
في النهاية، يمكن القول إن الأهلي طرابلس حقق المطلوب في مباراة الذهاب، لكن مباراة الإياب تتطلب مزيدًا من التركيز والجدية. الفريق يحتاج إلى تحسين الأداء وضمان عدم تكرار الفرص الضائعة إذا ما أراد الاستمرار في مشواره القاري بنجاح. ما زالت أمام الفريق فرصة لتعزيز حضوره في البطولة، ولكن ذلك يعتمد على قدرته على الاستفادة من الدروس المستفادة من هذا اللقاء والتحضير الجيد للمواجهات المقبلة.