اخبار الرياضة

احذروهم.. التيجاني والعقالي دعاة على أبواب جهنم

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

التيجاني والعقالي هما نموذجين بارزين لدعاة الضلال الذين يحاولون نشر العقائد الباطلة بين الناس. يستخدم هؤلاء الخرافات والبدع لتشويه حقيقة الإسلام، ويتلاعبون بالبسطاء والمثقفين على حد سواء. في هذا المقال، سنرد على أهم شبهاتهم باستخدام الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ونعرض آراء أهل السنة والجماعة التي تفضح زيف دعواتهم.

صلاح الدين التيجاني يروج لعقيدة منحرفة تزعم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو “نور الله الذاتي”، وأنه انبثق من ذات الله سبحانه وتعالى. هذا المفهوم يعد خطيراً للغاية، ويخالف كل ما جاء في الإسلام من توحيد الله وتنزيهه عن المخلوقات.

الرد على هذه العقيدة يأتي أولاً من قوله تعالى: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ” (الكهف: 110). هذه الآية ترد بوضوح على ادعاءات التيجاني، حيث يؤكد الله تعالى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا، وليس جزءًا من ذات الله أو نورًا إلهيًا. إن عقيدة أهل السنة والجماعة واضحة في هذا السياق؛ النبي بشرٌ مخلوق، ولا يجوز وصفه بأي صفات إلهية.

من الأحاديث النبوية التي تؤكد بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني.” هذا الحديث يوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يصيبه النسيان كغيره من البشر، مما ينفي أي صفة إلهية عنه.

أما القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت فهو أيضًا باطل، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ” (الزمر: 30). فالآية تؤكد أن النبي سيموت مثل بقية البشر، وأنه لا يجوز لأحد أن يدعي أنه حيٌّ لا يموت.

عبد الغني العقالي يروج لأحاديث مكذوبة ويعتمد على القصص الوهمية لجذب البسطاء. العقالي ليس له مصدر علمي موثوق ويعتمد فقط على الروايات الشيعية التي لا تستند إلى سند صحيح أو متن موثق.

إن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب، كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.” هذا الحديث يشير بوضوح إلى خطورة الكذب على النبي، والعقالي يقع في هذا الذنب الجسيم من خلال ترويجه لأحاديث لم يقلها النبي.

كما أن القرآن الكريم ينهى عن نشر الأكاذيب، فقال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات: 6). فمن الواجب على المسلمين التأكد من صحة الأحاديث والروايات قبل قبولها أو نشرها، والعقالي ينتهك هذا المبدأ القرآني في كل حديث مكذوب يرويه.

أحد الجوانب المؤلمة في انتشار أفكار التيجاني والعقالي هو التلاعب بالبسطاء والمثقفين على حد سواء. في حين يستهدف العقالي البسطاء الذين يبحثون عن الراحة النفسية في قصصه الخرافية، يعتمد التيجاني على المثقفين والنخب الثقافية الذين ينجذبون إلى أسلوبه الفلسفي المتحذلق. هذا التباين لا يعكس إلا عنصرية فكرية تمارس ضد العقول الضعيفة والقلوب الهشة.

الإسلام يحثنا على عدم التمييز بين الناس بناءً على مكانتهم الاجتماعية أو الثقافية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم لآدم وآدم من تراب” (رواه مسلم). ومن هذا المنطلق، فإن تصنيف الناس إلى مثقفين وبسطاء بناءً على قدرتهم على استيعاب الأكاذيب يمثل خطراً كبيراً على وحدة المجتمع الإسلامي.

أهل السنة والجماعة، الذين يمثلون المذهب الأوسع انتشارًا في العالم الإسلامي، قد حذروا منذ قرون من هذه البدع والشبهات. الإمام أحمد بن حنبل، الذي يُعد من كبار علماء السنة، قال في حديثه عن البدع: “احذروا من صغار البدع؛ فإنها تكبر حتى تصير كباراً.” هذا التحذير ينطبق بشكل مباشر على ما يروج له التيجاني والعقالي، فهذه البدع الصغيرة التي يدعون إليها قد تتحول إلى فتنة كبرى تهدد الدين والأمة.

كذلك، جاء عن الإمام الشافعي قوله: “من استحسن فقد شرع، ومن شرع فقد ابتدع، ومن ابتدع فقد ضل.” هذا الكلام يلخص موقف أهل السنة والجماعة من أي محاولات لإدخال عقائد جديدة في الدين، فكل ما لم يأت به الكتاب أو السنة فهو ضلال يجب الابتعاد عنه.

إن أفضل وسيلة لحماية المجتمع من الفتن التي يروج لها أمثال التيجاني والعقالي هي العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية وفهمهما فهماً صحيحاً. قال الله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” (آل عمران: 103). الوحدة على أساس العلم الصحيح هي السبيل الأمثل لمواجهة هذه الفتن. فلا يجب أن ننخدع بالكلام المعسول الذي يهدف إلى زرع الفتنة والتفرقة بين الناس.

من المهم أن يتعلم المسلمون علوم الدين من مصادر موثوقة وأن يتجنبوا الدعاة الذين يروجون للبدع والخرافات. فالفتن لا تبدأ إلا من قلة العلم وقبول الأكاذيب دون تمييز.

في النهاية، يبقى التيجاني والعقالي مثالين صارخين على دعاة الضلال الذين يحاولون تشويه الدين الإسلامي. استخدامهم للعقائد المنحرفة والخرافات لا يهدف إلا إلى إبعاد الناس عن طريق الحق. ويجب على المسلمين أن يكونوا أكثر حذرًا في التعامل مع هؤلاء، وأن يعودوا دومًا إلى القرآن والسنة لفهم الحقائق الدينية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي” (رواه مالك في الموطأ). هذه الوصية النبوية يجب أن تكون دليلنا في مواجهة أي فتنة أو بدعة، فالتمسك بالكتاب والسنة هو الطريق الأوحد للحفاظ على العقيدة الصحيحة وتجنب الضلال.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24