اخبار الرياضة

المصراتي يعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد مسيرة حافلة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في خطوة مفاجئة، أعلن اللاعب المعتصم المصراتي مهاجم نادي بيشكتاش التركي، اعتزاله اللعب الدولي بشكل نهائي يوم الأربعاء. القرار جاء بعد مسيرة امتدت لعقد من الزمن، حيث شارك في 42 مباراة دولية مع منتخب “فرسان المتوسط” سجل خلالها هدفين. يأتي هذا الاعتزال في وقت حرج، حيث يستعد منتخب ليبيا لخوض تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، مما أثار تساؤلات عديدة حول توقيت القرار وأسبابه.

معتصم المصراتي، الذي بدأ مشواره الدولي مع المنتخب الليبي في عام 2014، كان يعتبر من الركائز الأساسية في تشكيلة المنتخب على مدار السنوات الماضية. برغم أدائه المتذبذب في بعض الأحيان، كان المصراتي دائمًا لاعبًا يعتمد عليه في اللحظات الصعبة. آخر مباراة دولية له كانت أمام منتخب تونس في مارس 2023 ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2024. في تلك المباراة، أظهر المصراتي أداءً جيدًا برغم خسارة المنتخب، مما زاد من الاستغراب حول قراره المفاجئ بالاعتزال.

اللاعب، الذي يبلغ من العمر 28 عامًا، رفض المشاركة في الأشهر الأخيرة مع المنتخب الليبي رغم توجيه الدعوة له مرتين من قبل الجهاز الفني. آخر هذه الدعوات كانت للمشاركة في مواجهتي رواندا وبنين ضمن تصفيات أمم إفريقيا 2025. مدرب المنتخب الليبي، الصربي ميلوتين سريدوييفيتش (ميتشو)، كان يأمل أن يشكل المصراتي جزءًا من التشكيلة الأساسية للمنتخب في هذه المباريات الهامة. ومع ذلك، اعتذر اللاعب بداعي ظروف عائلية، وهي الحجة التي استخدمها في العديد من المرات السابقة عندما طلب منه تمثيل بلاده.

من الواضح أن اعتزال المصراتي ترك فجوة كبيرة في خط الهجوم الليبي. المنتخب الذي يعاني بالفعل من ضعف في الخيارات الهجومية كان يعتمد بشكل كبير على خبرة المصراتي في قيادة الهجوم. التشكيلة التي شاركت في التصفيات الحالية واجهت تحديات كبيرة، حيث تعادل المنتخب الليبي في الجولة الأولى أمام رواندا في طرابلس، ثم خسر في الجولة الثانية أمام بنين. النتائج السلبية تلك ألقت الضوء على حاجة المنتخب إلى مهاجم ذي خبرة مثل المصراتي، ما يزيد من حساسية توقيت اعتزاله.

الجهاز الفني بقيادة ميتشو لم يخفِ خيبة أمله من اعتزال المصراتي. في مؤتمر صحفي عقب المباراة أمام بنين، أشار المدرب الصربي إلى أن المصراتي كان يمكن أن يكون عنصرًا فارقًا في التشكيلة، مؤكدًا أن الفريق يعاني من غياب لاعب بقدراته وخبراته الدولية. وقال ميتشو: “احترمنا قرار المصراتي بعدم المشاركة بداعي الظروف العائلية، لكن اعتزاله الآن يعتبر خسارة كبيرة لنا، خاصة في هذا التوقيت الحرج من التصفيات”.

على منصات التواصل الاجتماعي، أبدى الكثير من الجماهير الليبية استياءها من قرار المصراتي. بعضهم اعتبر أن توقيت القرار لم يكن مناسبًا، خاصة أن المنتخب يمر بمرحلة حرجة. في المقابل، دافع آخرون عن حق اللاعب في اتخاذ قراره بناءً على ظروفه الشخصية. الإعلام الرياضي الليبي تناول القضية من زاوية تحليلية، متسائلاً عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الاعتزال، خاصة أن المصراتي ما زال في قمة عطائه الكروي.

باعتزال المصراتي، يواجه المنتخب الليبي تحديًا كبيرًا في بناء فريق قوي قادر على المنافسة في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025. تعتمد الخطة المقبلة على تطوير المواهب الشابة واستقدام لاعبين جدد يمكنهم ملء الفراغ الذي تركه المعتصم. ومع ذلك، فإن إيجاد بديل ذي خبرة يعادل تأثير المصراتي يبدو مهمة صعبة على الجهاز الفني.

من اللافت أن المصراتي، رغم مسيرته الدولية المتقلبة، كان دائمًا ما يُعتبر من بين أبرز اللاعبين الليبيين الذين تركوا بصمة على الساحة الكروية الدولية. مقارنةً بزملائه في المنتخب، يتميز المصراتي بالقدرة على اللعب في مراكز متعددة في الهجوم، مما جعله لاعبًا مرنًا وصعب التوقع. على الرغم من تسجيله لهدفين فقط مع المنتخب الليبي، إلا أن تأثيره على الملعب كان يتجاوز الأرقام.

يبقى اعتزال معتصم المصراتي نقطة تحول في مسيرة المنتخب الليبي. القرار أثار العديد من التساؤلات حول جاهزية المنتخب للتعامل مع غياب لاعبين أساسيين في وقت حساس. بينما يحترم الجميع قرار اللاعب، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية استعادة الزخم وبناء فريق قادر على تحقيق التأهل لكأس أمم إفريقيا 2025.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24