مع اقتراب موعد المواجهة المرتقبة بين المنتخبين الليبي والنيجيري في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، تبدو الصورة مشوشة بالنسبة لمنتخب نيجيريا الذي يواجه أزمة إصابات قد تؤثر بشكل كبير على أدائه في المباراتين. فبعدما تأكد غياب مهاجمه الأبرز، فيكتور أوسيمين، بسبب إصابة قوية تعرّض لها في مباراة فريقه غلطة سراي ضد قاسم باشا، فإن السؤال الأكبر الآن هو: كيف سيستغل المنتخب الليبي هذه الفرصة لتعويض تعثراته السابقة والعودة إلى دائرة المنافسة على بطاقة التأهل؟
فيكتور أوسيمين، الذي يُعتبر من أبرز الهدافين على الساحة الدولية وأحد أبرز أوراق نيجيريا الهجومية، تعرّض لإصابة ستُبعده عن الملاعب لعدة أسابيع، وفقاً لما ذكره موقع فوتبول إيطاليا. غيابه يُعد خسارة فادحة للمنتخب النيجيري، خاصة أنه اللاعب الذي كان يُعوّل عليه المدرب لقيادة الهجوم أمام ليبيا. الإصابة جاءت في توقيت حرج للغاية، حيث كان المنتخب النيجيري بحاجة ماسة إلى تحقيق انتصارات بعد بداية متذبذبة في التصفيات.
المنتخب الليبي الذي يعاني من تذبذب في النتائج، يدرك جيداً أن غياب أوسيمين يُمكن أن يُمثل فرصة ذهبية لقلب موازين القوى لصالحه. وإذا ما استطاع الجهاز الفني الليبي استغلال هذا الغياب، فقد يشكل اللقاء فرصة لاستعادة الثقة في النفس وتعزيز الحظوظ في التأهل.
بالإضافة إلى إصابة أوسيمين، أفاد موقع “أفريكا سبورتس” بأن مدافع نادي أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، أوليسا نداه، سيغيب هو الآخر عن مواجهتي ليبيا بسبب الإصابة. نداه، الذي يُعتبر أحد أعمدة الدفاع في المنتخب النيجيري، كان له دور حاسم في لقاء بنين الأخير، حيث ساهم في الحفاظ على نظافة شباك فريقه. غيابه يُمثل ثغرة دفاعية قد يستغلها المنتخب الليبي لزيادة الضغط على دفاع نيجيريا الضعيف.
على الجانب الآخر، يستعد المنتخب الليبي لمواجهة نيجيريا وعينه على تحقيق نتيجة إيجابية. المنتخب الليبي، الذي تعادل مع رواندا داخل الديار وانهزم أمام البنين خارجها، بات يعلم أن الفرصة ما زالت قائمة إذا ما استطاع تقديم أداء قوي أمام نيجيريا مستغلاً الغيابات المؤثرة في صفوف “سوبر إيغلز”. المباراة الأولى التي ستقام في مدينة أويو النيجيرية بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول، ستكون اختباراً حقيقياً لقدرات المنتخب الليبي على الصمود في وجه الخصم القوي رغم ظروفه الحالية.
أما مباراة الإياب التي ستُقام في ملعب شهداء بنينا في بنغازي، فهي تمثل الفرصة الكبرى لليبيين لتعويض تعثراتهم السابقة والعودة بقوة إلى المنافسة. فالمنتخب الليبي يمتلك كل المقومات للعودة، خصوصاً في ظل الدعم الجماهيري المتوقع في بنغازي.
تاريخياً، تُعتبر نيجيريا خصماً قوياً للمنتخب الليبي، حيث يتمتع “سوبر إيغلز” بتاريخ حافل في البطولات الأفريقية. ولكن الظروف الحالية تمنح الليبيين فرصة قد لا تتكرر كثيراً. غياب أوسيمين ونداه يفتح الباب أمام المنتخب الليبي لفرض أسلوبه والاستفادة من الوضع غير المستقر في صفوف نيجيريا.
على المدرب الليبي أن يضع خطة تكتيكية تعتمد على استغلال ضعف دفاع نيجيريا، لا سيما مع غياب لاعب بحجم نداه. إضافةً إلى ذلك، يجب تعزيز الثقة لدى لاعبي الهجوم الليبي بقدرتهم على اختراق الدفاع النيجيري وتحقيق أهداف قد تكون حاسمة في مشوار التصفيات.
رغم الفرص التي تتيحها الغيابات في صفوف نيجيريا، إلا أن المنتخب الليبي يواجه تحدياً لا يقل أهمية، وهو الحفاظ على تركيزه وتجنب الوقوع في فخ الاستهانة بالخصم. فالمنتخب النيجيري، ورغم غياب بعض نجومه، ما زال يمتلك لاعبين من طراز عالٍ قادرين على قلب الطاولة في أي لحظة. لذا، يجب على المنتخب الليبي أن يدخل اللقاءات بعقلية الانتصار ولكن بحذر شديد.
المدرب النيجيري من جانبه سيسعى لتعويض غياب أوسيمين ونداه، وقد يلجأ إلى تغييرات تكتيكية تعتمد على اللاعبين المتاحين. الفريق الليبي مطالب بتوقع تلك التغييرات والتكيف معها بسرعة لضمان السيطرة على مجريات المباراة منذ بدايتها.
العامل الأهم الذي قد يرجح كفة المنتخب الليبي في لقاء الإياب هو الجمهور الليبي المتوقع حضوره بكثافة في ملعب شهداء بنينا. الدعم الجماهيري كان دائماً دافعاً كبيراً للمنتخب الوطني لتحقيق انتصارات مهمة، وإذا ما تم استغلال هذا العامل بشكل جيد، فقد يكون له تأثير إيجابي على اللاعبين داخل الملعب.
مع دخول التصفيات في مراحلها الحاسمة، يبدو أن الأمل ما زال قائماً أمام المنتخب الليبي لتحقيق نتيجة إيجابية. رغم التحديات التي واجهها الفريق في الجولات السابقة، فإن الغيابات في صفوف المنتخب النيجيري تُعد فرصة لا تُقدر بثمن لتحقيق انتصار يعيد الفريق إلى دائرة المنافسة. كل ما على المنتخب الليبي هو استغلال هذه الفرصة بأفضل شكل ممكن، وتقديم أداء يليق بتطلعات الجماهير الليبية التي تترقب بفارغ الصبر رؤية منتخبها يعود إلى أمجاد الماضي.