تتصدر المنتخبات العربية مشهد تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، التي ستقام في المغرب. ورغم الحماس الذي يعيشه الجمهور العربي بفضل التأهل المبكر لمنتخبات مثل مصر، الجزائر، والمغرب، فإن الأزمات بدأت تظهر بوضوح في صفوف منتخبات أخرى مثل تونس وليبيا، مما يثير تساؤلات حول مصيرها في البطولة المرتقبة.
أظهرت المنتخبات العربية الكبرى، مثل مصر والمغرب، مستوى رائعًا خلال التصفيات. المنتخب المصري، بقيادة نجم ليفربول محمد صلاح، نجح في تأمين تأهله بعد تحقيق أربعة انتصارات متتالية دون أن تتلقى شباكه أي هدف، مما يعكس قوة دفاعاته وصلابته الهجومية. أما المغرب، فرغم تأهله بالفعل كمستضيف للبطولة، استمر في تقديم مستويات استثنائية بتحقيقه الانتصار في جميع مبارياته، مما يعزز تفاؤل جماهير “أسود الأطلس” حول حظوظهم في البطولة.
على الجانب الآخر، يعاني المنتخب التونسي من أزمة حقيقية. بعد بدايته الجيدة في التصفيات بتحقيقه انتصارين على مدغشقر وغامبيا، جاء السقوط المدوي أمام جزر القمر ليقلب الأمور رأسًا على عقب. لم يكن أحد يتوقع أن يتعرض “نسور قرطاج” لمثل هذه الخسارة، خصوصًا وأنها جاءت على أرضهم وبين جماهيرهم، مما أثار موجة غضب عارمة في الشارع الرياضي التونسي. وما زاد من تعقيد الأمور هو التعادل المحبط أمام نفس المنتخب في الجولة التالية، مما جعل التأهل محل شك كبير.
واعترف المدرب التونسي فوزي البنزرتي بأن الأداء كان ضعيفًا وأن الفريق لم يقدم المستوى المطلوب، مما زاد من الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني قبل الجولتين المتبقيتين. ويبدو أن المنتخب التونسي سيحتاج إلى معجزة لتحقيق التأهل في ظل التنافس الشديد مع منتخبات مثل جزر القمر وغامبيا.
وفيما يتعلق بمنتخب ليبيا، فإن الأمور لا تبدو أفضل حالاً. لم يحقق الفريق أي انتصار حتى الآن في التصفيات، وتعادل محبط أمام رواندا أعقبه خسارتين أمام بنين ونيجيريا. ومع تحضيرات الفريق لمباراة الجولة الرابعة ضد نيجيريا، حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد غادر المنتخب النيجيري الأراضي الليبية في خطوة مفاجئة احتجاجًا على ما وصفه بـ”سوء الاستقبال” من الاتحاد الليبي، مما أدى إلى تأجيل المباراة، وإثارة الجدل حول مستقبل المنتخب الليبي في التصفيات.
يحتل المنتخب الليبي حاليًا المركز الأخير في المجموعة الرابعة بنقطة واحدة، مما يجعله بحاجة إلى نتائج إيجابية في الجولتين المتبقيتين إذا كان يريد الحفاظ على آماله في التأهل.
على الجانب الآخر، تبدو الجزائر في وضع مريح. “محاربو الصحراء” قدموا أداءً لافتًا في التصفيات، حيث حققوا العلامة الكاملة من خلال أربعة انتصارات متتالية، مما ضمن لهم التأهل قبل جولتين من النهاية. ويقود الفريق المدرب البوسني فلاديمير بتكوفيتش، الذي استطاع تكوين فريق قوي يتميز بتوازن هجومي ودفاعي، مما جعله مرشحًا بارزًا للقب.
المنتخب السوداني شكل مفاجأة في التصفيات بعد أدائه المميز أمام منتخبات قوية مثل غانا، حيث تمكن من تحقيق انتصار مهم على “النجوم السوداء” في الجولة الرابعة. وبرصيد 7 نقاط، يبدو أن السودان قريب من التأهل، وهو ما سيكون إنجازًا كبيرًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
مع اقتراب الجولتين الخامسة والسادسة في نوفمبر، تظل الأنظار مركزة على المنتخبات التي لم تحسم تأهلها بعد. بالنسبة لتونس وليبيا، ستكون الجولتان المقبلتان حاسمتين في تحديد مصيرهما. تونس ستواجه مدغشقر وغامبيا، بينما تنتظر ليبيا مواجهة حاسمة أمام نيجيريا إذا حُلّت أزمتها.
في النهاية، يمكن القول إن التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2025 تشهد تناقضًا كبيرًا في أداء المنتخبات العربية. بين تألق مصر والجزائر والمغرب ، وبين أزمة تونس وليبيا، يبقى المستقبل مجهولًا لبعض الفرق. لكن في الوقت ذاته، تستمر الآمال معقودة على تحقيق مفاجآت في الجولات المقبلة.