مع اقتراب قرعة كأس الأمم الأفريقية 2025، تسلط الأضواء على تصنيف المنتخبات الأفريقية الـ24 المتأهلة إلى البطولة التي ستقام في المغرب. التصنيف، الذي يعتمد على حسابات دقيقة لمباريات المنتخبات، يُحدد المستويات الأربعة، والتي ستحدد بدورها ملامح المجموعات.
جاءت منتخبات المغرب، السنغال، مصر، الجزائر، كوت ديفوار، ونيجيريا على قمة التصنيف، لتكون رؤوس المجموعات الست. المغرب، بفضل استضافتها البطولة وتصدرها التصنيف الأفريقي والمركز 14 عالميًا، ستكون على رأس المجموعة الأولى، تليها السنغال في المجموعة الثانية، بينما تأتي مصر، ثالثة التصنيف الأفريقي، على رأس المجموعة الثالثة.
أما الجزائر، المصنفة رابع أفريقيا، فتترأس المجموعة الرابعة، وتشاركها كوت ديفوار ونيجيريا في المستويين الخامس والسادس. هذا التصنيف يعكس استقرار الأداء لهذه المنتخبات خلال السنوات الأخيرة.
التراجع الملحوظ للكاميرون، تونس، وجنوب أفريقيا كان مفاجئًا للجماهير. الكاميرون، التي كانت دائمًا منافسًا قويًا في البطولات القارية، وجدت نفسها في المستوى الثاني مع مالي، الكونغو الديمقراطية، بوركينا فاسو، وتونس.
السبب وراء هذا التراجع يعود إلى الأداء المتذبذب في المباريات الدولية الأخيرة، والذي انعكس بشكل مباشر على التصنيف. تونس، التي كانت تتصدر القارة قبل سنوات، باتت الآن أمام تحدٍ لاستعادة موقعها في القمة.
المنتخبات المصنفة في المستويين الثالث والرابع، مثل زامبيا، جزر القمر، وتنزانيا، تمثل عنصر المفاجأة في البطولة. منتخبات مثل السودان، التي تعود إلى الساحة القارية، تسعى لإثبات قدرتها على مقارعة الكبار.
التصنيف يعكس أيضًا ديناميكية الكرة الأفريقية، حيث بدأت منتخبات جديدة في الصعود على الساحة، مما يجعل البطولة المقبلة مليئة بالتحديات.
القرعة، المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل، ستقسم المنتخبات إلى 6 مجموعات، مع وضع فريق من كل مستوى في كل مجموعة. هذه الطريقة تضمن توزيعًا متوازنًا للقوى الكروية، ولكنها لا تمنع وجود “مجموعة الموت”، التي عادةً ما تجمع منتخبات قوية من المستويات المختلفة.
المغرب، بصفتها الدولة المستضيفة، تضع آمالها على تحقيق إنجاز تاريخي، خاصة بعد تطور مستواها في السنوات الأخيرة. السنغال، حاملة لقب البطولة في 2022، تسعى للحفاظ على لقبها، بينما مصر تأمل في استعادة بريقها القاري.
تاريخيًا، تُظهر بطولات أمم أفريقيا أن التصنيف ليس دائمًا مؤشرًا على الأداء النهائي. بينما تُعتبر منتخبات المستوى الأول المرشحة الأقوى، فإن الفرق القادمة من المستويات الأدنى غالبًا ما تقدم أداءً مفاجئًا، كما شهدنا مع زامبيا في 2012 عندما فازت باللقب رغم كونها من الفرق غير المرشحة.
التحديات التنظيمية، التنافسية بين المنتخبات، وظهور نجوم جدد كلها عوامل ستجعل نسخة 2025 حدثًا لا يُنسى.
مع اكتمال التصفيات وتحديد التصنيف، تنتظر الجماهير الأفريقية والعالمية قرعة البطولة لتكشف عن ملامح المنافسة. المغرب تستعد لاستضافة النسخة المقبلة وسط آمال بمستوى تنظيمي رفيع ومنافسة كروية شرسة، تؤكد أن الكرة الأفريقية لا تزال مليئة بالإثارة.