في أمسية رياضية خيمت عليها مشاعر الإحباط وخيبة الأمل، خسر المنتخب الليبي لكرة السلة أمام نظيره النيجيري بنتيجة (75-70) ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس أفريقيا لكرة السلة 2025، والمقرر إقامتها في أنغولا أغسطس المقبل. مباراة اتسمت بالإثارة والتقلبات الدرامية حتى اللحظات الأخيرة، لكنها انتهت على وقع صدمة ليبية ثقيلة.
دخل المنتخب الليبي المباراة بعزيمة واضحة لإثبات نفسه أمام خصم قوي مثل نيجيريا. منذ اللحظات الأولى، ظهرت ملامح خطة مدروسة تعتمد على التمريرات السريعة والدفاع المحكم. وبرغم تأخره في بعض الفترات، تمكن الفريق الليبي من البقاء في أجواء اللقاء، مما أعطى الجماهير أملاً في تحقيق مفاجأة سعيدة.
مع بداية الفترة الرابعة، بدا أن المنتخب الليبي قادر على العودة بقوة. الفارق الضئيل في النقاط أتاح فرصة ذهبية للتعادل، بل وربما الفوز. الجماهير الليبية، التي تابعت اللقاء بشغف، عاشت لحظات من الإثارة مع كل تصويبة ناجحة وكل محاولة دفاعية بطولية. إلا أن الدقائق الأخيرة شهدت انهيارًا مفاجئًا في التركيز، تسببت فيه الأخطاء الدفاعية المتكررة وفشل اللاعبين في استثمار فرص التسجيل الحاسمة.
نيجيريا، من جانبها، استغلت تلك الثغرات وعززت تقدمها، لتنتزع الفوز في اللحظات الحرجة. ورغم الأداء القوي للمنتخب الليبي، إلا أن النتيجة النهائية كانت بمثابة صفعة مؤلمة.
عقب المباراة، أدلى مدرب المنتخب الليبي بتصريحات تلخص مشاعر الفريق: “تقدمنا في اللحظات الحاسمة لكن افتقدنا التركيز.” تصريح يعكس خيبة الأمل لكنه يلمح أيضًا إلى الأمل في التصحيح.
أحد لاعبي الفريق قال: “كنا قريبين من التعادل، لكن أخطاؤنا الدفاعية كلفتنا المباراة.” في حين شدد قائد المنتخب على أن “الهزيمة مؤلمة لكنها ليست نهاية المشوار. علينا تدارك الأخطاء سريعًا للبقاء في سباق التأهل.”
بهذه الخسارة، تجمد رصيد المنتخب الليبي عند ست نقاط، بينما ارتفع رصيد نيجيريا إلى خمس نقاط. كانت هذه المباراة فرصة ذهبية لليبيا لاعتلاء صدارة المجموعة الثانية، متساوية مع الرأس الأخضر، لكن الهزيمة أجهضت هذه الآمال.
في نفس المجموعة، شهدت التصفيات انتصار أوغندا على الرأس الأخضر (63-60)، مما زاد من تعقيد مشهد المنافسة. فرص ليبيا الآن أصبحت معلقة بأداء الفرق الأخرى وبضرورة تحقيق انتصارات في المباريات المقبلة.
بينما يعاني المنتخب الليبي، أظهرت منتخبات عربية أخرى أداءً متميزًا. في المجموعة الرابعة، حقق منتخب مصر فوزًا مثيرًا على أفريقيا الوسطى (75-71)، بعد مباراة شهدت تقلبات درامية في النتيجة. ورغم تأخره في الفترات الأولى، عاد المنتخب المصري بقوة ليحسم اللقاء لصالحه.
أما المنتخب التونسي فقد حسم مواجهته أمام كينيا دون جهد يذكر، بعدما غابت كينيا عن اللقاء، ليُحتسب الفوز اعتباريًا (20-0)، مما منح تونس صدارة المجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة.
هزيمة ليبيا أمام نيجيريا كشفت عن مكامن القوة والضعف داخل الفريق. القدرة على مجاراة فريق قوي مثل نيجيريا حتى اللحظات الأخيرة دليل على الإمكانيات الكبيرة، لكن غياب التركيز في الأوقات الحاسمة يعد جرس إنذار.
إذا أراد المنتخب الليبي البقاء في دائرة المنافسة، فعليه معالجة هذه الثغرات، والعمل على تعزيز الروح القتالية والثقة بالنفس. التصفيات لم تنته بعد، ولا تزال الفرصة سانحة للعودة بقوة.
رغم الهزيمة، لا يزال الأمل موجودًا. كرة السلة لعبة الفرص والثواني الأخيرة، وما حدث في مباراة نيجيريا يجب أن يكون حافزًا لليبيا للعودة أقوى وأكثر تصميمًا. فالجماهير الليبية، رغم المرارة، لا تزال تنتظر لحظة الفرح والانتصار التي قد تأتي قريبًا إذا ما استوعب الفريق دروس هذه الهزيمة القاسية.