في مشهد رياضي استثنائي عاشته العاصمة طرابلس، نجح منتخب ليبيا لـ كرة السلة في حجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية “أفرو باسكت 2025” بعد فوز دراماتيكي على الرأس الأخضر بنتيجة (82-80). المباراة التي جرت في أجواء حماسية شهدت لحظات من التوتر والإثارة حتى الثواني الأخيرة، حيث فرض “فرسان المتوسط” هيمنتهم على أرض الملعب وأثبتوا قدرتهم على المنافسة على أعلى المستويات.
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام منتخب ليبيا، فقد واجه تحديات كبيرة منذ بداية التصفيات. البداية المتعثرة أمام نيجيريا أثارت الشكوك حول قدرة الفريق على التأهل، لكن سرعان ما استعاد اللاعبون ثقتهم بأنفسهم ليقدموا أداءً قويًا في المباريات التالية.
مباراة الرأس الأخضر كانت بمثابة نهائي مبكر، حيث دخل الفريقان برصيد متساوٍ من النقاط، وكل منهما يسعى لحسم التأهل. ومع تألق النجم الليبي محمد السنوسي، الذي سجل 24 نقطة، وتفوق الفريق في الرميات الثلاثية، استطاع “فرسان المتوسط” خطف الفوز بفارق نقطتين.
عقب انتهاء اللقاء، عبر مدرب ليبيا عن سعادته قائلاً: “أثبتنا قوتنا والتأهل مستحق، اللاعبون قدموا كل ما لديهم من أجل إسعاد الجماهير”. بينما قال قائد المنتخب: “الجماهير كانت اللاعب السادس اليوم، بدونهم ما كنا لنحقق هذا الفوز”.
في المقابل، خيبت منتخبات عربية أخرى آمال جماهيرها. منتخب المغرب خسر أمام الكونغو (66-55) ليبتعد عن المنافسة على التأهل، بينما تلقى منتخب مصر خسارة قاسية أمام مدغشقر (82-80) في لقاء شهد لحظات من التوتر والغضب بين الجماهير.
الجماهير المصرية لم تخفِ إحباطها، خاصة بعد الفرصة الضائعة للفوز في الثواني الأخيرة. ورغم أن منتخب “الفراعنة” قد ضمن التأهل سابقًا، إلا أن الأداء الهزيل أثار علامات استفهام حول جاهزيته للنهائيات.
أما منتخب تونس، فقد واصل عروضه القوية في التصفيات وحقق فوزًا مثيرًا على غينيا بفارق نقطة واحدة (64-63)، ليتصدر مجموعته ويثبت أنه من أبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري. مدرب “نسور قرطاج” أبدى تفاؤله قائلاً: “هدفنا هو الوصول للنهائي والمنافسة بقوة على اللقب”.
تأهل منتخب ليبيا لأفرو باسكت 2025 لا يمثل فقط إنجازًا رياضيًا، بل يعد أيضًا رسالة قوية عن تطور الرياضة الليبية رغم التحديات. الجماهير الليبية احتفلت بهذا الإنجاز بشكل كبير، معتبرة إياه بداية لحقبة جديدة من النجاحات.
ورغم أن الطريق في البطولة القارية لن يكون سهلاً، إلا أن الروح القتالية التي أظهرها الفريق تبعث على التفاؤل بإمكانية الذهاب بعيدًا والمنافسة على اللقب.
بهذا التأهل، تكون ليبيا قد أكدت مكانتها كقوة صاعدة في كرة السلة الأفريقية. التحديات القادمة ستكون أكثر صعوبة، لكن “فرسان المتوسط” أثبتوا أن لا شيء مستحيل في عالم الرياضة حين يتحد الشغف مع العزيمة.