اخبار الرياضة

أليو سيسيه يقترب من قيادة فرسان المتوسط قريبا

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

بين الأمل والرهان.. أليو سيسيه وفرسان المتوسط في مفترق طرق

في قلب الملاعب الليبية التي تعانق الحلم رغم العثرات، يلوح في الأفق نجمٌ أفريقيٌ جديد قد يحمل معه بارقة أملٍ لمنتخب لطالما انتظر لحظة المجد. بين أروقة الاتحاد الليبي لكرة القدم وبين مدرجات ملعب بنغازي الدولي، تُنسج خيوط قصة قد تغيّر من ملامح الكرة الليبية قريباً.

أليو سيسيه، النجم السنغالي الذي قاد بلاده من مقاعد البدلاء إلى مجدٍ قاري، أصبح اليوم على بعد خطوة واحدة من ارتداء معطف القيادة الفنية لمنتخب فرسان المتوسط. مصادر مطلعة داخل الاتحاد الليبي أكدت أن المفاوضات مع سيسيه ليست مجرد حديثٍ عابر بل اقتربت من الوصول إلى نقطة النهاية السعيدة، بعد سلسلة اجتماعات مكثفة قادها عبد المولى المغربي، رئيس الاتحاد الليبي، بكل حنكة وإصرار.

من الإخفاق إلى البحث عن الأمل
المنتخب الليبي عاش فترةً عصيبة منذ إقالة المدرب الصربي ميلوتين سريدوفيتش “ميتشو” في سبتمبر الماضي، بعد سلسلة نتائج مخيبة للآمال في تصفيات كأس أمم إفريقيا. حينها، تولى ناصر الحضيري زمام الأمور بشكل مؤقت، وسط توقعات متباينة بين من رأى فيه فرصة لضخ دماء محلية وبين من اعتبره حلاً مؤقتاً فقط. لكن الواقع كان قاسياً، إذ انتهى مشوار ليبيا في التصفيات بالمركز الأخير في المجموعة الرابعة، ليجد المنتخب نفسه مجدداً خارج دائرة الأضواء.

الإخفاقات دفعت بالاتحاد الليبي إلى التفكير جدياً في التعاقد مع مدرب يحمل خبرة دولية قادرة على إعادة ترتيب الأوراق وبناء مشروع كروي حقيقي. المحاولات لم تكن سهلة، خصوصاً مع مفاوضات معقدة جرت مع أسماء لامعة كمدرب البرتغال السابق كارلوس كيروش. لكن الجانب المالي وقف كعقبة كبيرة حالت دون إتمام الصفقة.

سيسيه… مسيرة ذهبية وأحلام جديدة
لم يكن اختيار أليو سيسيه اعتباطياً، فالرجل يملك سجلاً حافلاً كمدرب، فضلاً عن مسيرته كلاعب. قاد السنغال في فترته الذهبية بمونديال 2002 كلاعب، قبل أن يعتلي عرش القيادة الفنية لمنتخب بلاده في 2015، ليصنع مجداً كروياً استثنائياً.

تحت قيادته، تأهلت السنغال مرتين متتاليتين إلى كأس العالم (2018 و2022)، وبلغت نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 قبل أن يحقق الحلم بعد عامين ويتوج باللقب القاري عام 2021 على حساب منتخب مصر في مباراة تاريخية انتهت بركلات الترجيح. نجاحات جعلت من سيسيه رمزاً وطنياً في السنغال وأحد أبرز المدربين الأفارقة في السنوات الأخيرة.

مفاوضات بنكهة التحدي
التقارير أكدت أن سيسيه زار ليبيا مؤخراً كضيف شرف في افتتاح ملعب بنغازي الدولي. الزيارة حملت معها رسائل ضمنية بين السطور، إذ فتحت الباب أمام مفاوضات مباشرة قادها عبد المولى المغربي شخصياً. أجواء اللقاءات كانت إيجابية إلى حد بعيد، وفقاً لمصادر مطلعة، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي حول الشروط الأساسية، مع بقاء بعض التفاصيل المالية التي يفترض حسمها قريباً.

الاتحاد الليبي يدرك جيداً أن جلب مدرب بحجم سيسيه ليس بالأمر الهيّن، لكنه في ذات الوقت يرى في هذه الخطوة استثماراً حقيقياً للمستقبل، خاصة مع اقتراب انطلاق تصفيات كأس العالم 2026. التعاقد مع مدرب يملك خبرة دولية بهذا الحجم قد يكون نقطة التحول المنتظرة للكرة الليبية.

تحديات تنتظر سيسيه في ليبيا
رغم السجل الذهبي لسيسيه، إلا أن مغامرته مع ليبيا ستكون محفوفة بالتحديات. المنتخب الليبي يعاني من عدة مشكلات أبرزها غياب الاستقرار الفني، ضعف البنية التحتية الكروية، فضلاً عن غياب المواهب القادرة على المنافسة قارياً ودولياً.

سيسيه سيجد نفسه أمام مهمة شاقة لإعادة بناء الفريق من جديد، مع التركيز على خلق توليفة متجانسة تجمع بين عناصر الخبرة والشباب. الأعين ستتجه نحوه فور الإعلان الرسمي عن التعاقد، وسيراهن الجميع على قدرته في إحداث الفارق وقيادة فرسان المتوسط نحو تحقيق حلم التأهل لمونديال 2026.

ما بين الحلم والواقع
إن نجحت المفاوضات وأصبح أليو سيسيه مدرباً رسمياً لمنتخب ليبيا، فستكون تلك خطوة مفصلية في تاريخ الكرة الليبية. لكن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود، بل يتطلب صبراً، تخطيطاً محكماً، وجهداً استثنائياً من جميع الأطراف.

سيسيه يدرك تماماً أن تاريخه مع السنغال سيضعه تحت المجهر، لكن شغفه بالتحديات الجديدة قد يدفعه لكتابة فصل آخر من المجد في الملاعب الليبية. فهل ستكون بنغازي المحطة الجديدة لنجاحاته؟ أم أن التحديات ستفرض واقعاً مختلفاً؟

الأسابيع القادمة ستكشف كل شيء…

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24