في واحدة من أكثر المباريات جنونًا هذا الموسم، انتهى لقاء برشلونة وأتلتيكو مدريد بالتعادل 4-4، في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، بعدما شهدت المباراة إثارة متواصلة حتى اللحظات الأخيرة.
مع انطلاق صافرة الحكم، بدأ أتلتيكو مدريد بقوة كبيرة، وفرض أسلوبه على المباراة من الدقيقة الأولى. ولم يمضِ سوى ست دقائق حتى نجح الفريق المدريدي في تسجيل هدفين متتاليين عبر أنطوان غريزمان وماركوس ليورينتي، ليُصدم جمهور “مونتجويك” ببداية لم تكن في الحسبان.
برشلونة، الذي دخل اللقاء بتشكيلة هجومية، بدا مرتبكًا في الدقائق الأولى، وعانى دفاعه من اختراقات أتلتيكو المتكررة. لكن مع مرور الوقت، بدأ الفريق الكتالوني في استعادة توازنه، خاصة بعد أن نجح روبرت ليفاندوفسكي في تسجيل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 21، مانحًا فريقه الأمل في العودة.
لم يتوقف برشلونة عند هذا الحد، بل واصل ضغطه بقوة على مرمى أوبلاك، لينجح بيدري في إدراك التعادل عند الدقيقة 32 بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء.
وفي الشوط الثاني، انطلقت العاصفة الكتالونية، حيث أضاف برشلونة هدفين متتاليين عبر فيران توريس وجواو فيليكس في الدقيقتين 50 و62، ليقلب الفريق الكتالوني تأخره إلى تقدم 4-2 وسط فرحة جماهيرية عارمة.
بعد الهدف الرابع لبرشلونة، بدا أن المباراة في طريقها لحسم شبه نهائي لصالح الكتالونيين، لكن أتلتيكو مدريد رفض الاستسلام.
في الدقيقة 78، سجل ماركوس يورينتي هدفًا قلّص به الفارق إلى 4-3، ليشعل المباراة من جديد. ومع دخول الوقت بدل الضائع، فاجأ ألكسندر سورلوث الجميع بهدف قاتل في الدقيقة 94، ليُعيد أتلتيكو مدريد إلى المباراة ويخطف تعادلًا مثيرًا في الرمق الأخير.
هانز فليك (مدرب برشلونة): “أنا محبط من النتيجة، كنا الأقرب للفوز، لكن فقدان التركيز في الدقائق الأخيرة كلفنا الكثير. علينا التعلم من الأخطاء قبل مواجهة الإياب.”
دييغو سيميوني (مدرب أتلتيكو مدريد): “برشلونة فريق لا يمكن إيقافه بسهولة، لكن لاعبينا أظهروا شخصية قوية. التعادل يمنحنا دفعة كبيرة قبل لقاء العودة في مدريد.”
سيكون لقاء الإياب على ملعب “ميتروبوليتانو” حاسمًا لكلا الفريقين، حيث يمتلك أتلتيكو مدريد الآن الأفضلية بفضل التعادل خارج أرضه، بينما سيحتاج برشلونة إلى تقديم أداء أكثر صلابة دفاعيًا إذا أراد العبور إلى النهائي.
المواجهة القادمة ستكون نارية، حيث سيسعى كلا الفريقين لخطف بطاقة التأهل إلى نهائي كأس الملك في واحدة من أكثر النسخ إثارة في السنوات الأخيرة.
