اخبار الرياضة

أليو سيسيه يقود ليبيا في تصفيات كأس العالم 2026

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في خطوة حاسمة تعكس الطموحات الكبرى لكرة القدم الليبية، أبرم الاتحاد الليبي لكرة القدم اتفاقًا مع المدرب السنغالي أليو سيسيه، المدير الفني السابق لمنتخب السنغال، لقيادة فرسان المتوسط خلال الفترة المقبلة، وذلك استعدادًا لمشوار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026. هذه الخطوة تأتي في توقيت حرج للمنتخب الليبي، الذي لا يزال يطمح لاستعادة مجده الكروي، بعد سنوات من التخبط الإداري والفني.

اختيار ليس بالمفاجئ.. ولكن بشروط صارمة
لم يكن التعاقد مع سيسيه مجرد مصادفة، بل جاء بعد دراسة معمقة لسيرته التدريبية الحافلة، حيث نجح في قيادة منتخب بلاده السنغال لتحقيق كأس الأمم الأفريقية 2021، وصنع هوية تكتيكية قوية أهلت السنغال للمنافسة على أعلى المستويات الدولية. ومع ذلك، فإن تعيينه في منصب المدير الفني للمنتخب الليبي لم يأتِ بدون شروط قاسية فرضها الاتحاد الليبي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

الراتب والإقامة الإلزامية.. تفاصيل العقد
أحد أبرز بنود العقد المبرم مع سيسيه كان تحديد راتبه الشهري بقيمة 80 ألف دولار أمريكي، ما يعكس مدى الجدية التي تعامل بها الاتحاد الليبي مع ملف المدير الفني الجديد. لكن لم يتوقف الأمر عند الجانب المادي، إذ اشترط الاتحاد على سيسيه الإقامة في إحدى المدينتين الرئيستين، طرابلس أو بنغازي، لضمان قربه من اللاعبين ومتابعة الأوضاع عن كثب، وهو شرط نادرًا ما يُفرض على مدربي المنتخبات الوطنية.

التحدي الأكبر: فرض الالتزام والانضباط
لم يكتفِ الاتحاد الليبي بوضع شروط صارمة على المدرب فحسب، بل فرض كذلك ضوابط حازمة على اللاعبين، إذ تضمن العقد بندًا يقضي بمعاقبة أي لاعب يرفض الانضمام للمنتخب الليبي، في خطوة تهدف إلى إنهاء ظاهرة اعتذار بعض اللاعبين عن المشاركة، والتي عانى منها المنتخب في السنوات الأخيرة.

وصول سيسيه واستراتيجية العمل عن بعد
رغم الاتفاق الرسمي، فإن سيسيه لن يبدأ عمله الميداني مع المنتخب فورًا، بل سيصل إلى ليبيا في الخامس من مارس المقبل لتوقيع العقود بشكل رسمي. وفي الفترة التي تسبق وصوله، سيشرف المدرب السنغالي على الجهاز الفني الحالي عن بعد، حيث سيوجه التعليمات الخاصة بمواجهتي الكاميرون وأنغولا في التصفيات، وهي مرحلة ستشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرته على ضبط الفريق حتى قبل استلامه زمام الأمور رسميًا.

الموقف الحالي لليبيا في التصفيات.. سباق محتدم مع الكاميرون
يحتل المنتخب الليبي المركز الثاني في المجموعة الرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، برصيد 7 نقاط، بفارق نقطة واحدة فقط عن المنتخب الكاميروني المتصدر. هذا الوضع يمنح فرسان المتوسط فرصة ذهبية للمنافسة على بطاقة التأهل، خاصة مع اقتراب المباريات الحاسمة التي قد تحدد مصير حلم التأهل إلى المونديال لأول مرة في تاريخ ليبيا.

التجهيزات اللوجستية.. لجنة فنية لمراقبة المنافسين
كجزء من الاستعدادات الجادة، تم الاتفاق بين سيسيه والاتحاد الليبي على تشكيل لجنة خاصة لمتابعة المنتخبات المنافسة، حيث ستُرسل بعثات فنية إلى الدول الأفريقية التي ستواجهها ليبيا في التصفيات، بهدف تحليل نقاط القوة والضعف في فرق الخصوم، وتقديم تقارير فنية تفصيلية للمدرب قبل كل مواجهة.

رهان الاتحاد الليبي.. هل يكون سيسيه الرجل المناسب؟
يراهن الاتحاد الليبي على خبرة سيسيه في رفع مستوى المنتخب وإعداده لتحقيق إنجاز تاريخي، ولكن يبقى السؤال مطروحًا: هل سيتمكن المدرب السنغالي من فرض أسلوبه في بيئة كروية شهدت عقودًا من عدم الاستقرار؟ وما مدى تجاوب اللاعبين والمسؤولين مع رؤيته التكتيكية؟

لا شك أن الإجابة ستتضح خلال الأشهر القليلة القادمة، حيث ستبدأ الاختبارات الفعلية للمنتخب تحت قيادته، وسيتعين عليه التعامل مع تحديات مختلفة، من بينها مستوى الانضباط داخل المعسكرات، ومدى التزام الاتحاد الليبي بتقديم الدعم الفني والإداري المطلوب.

بداية مرحلة جديدة للكرة الليبية
التعاقد مع أليو سيسيه هو خطوة طموحة تعكس رغبة الاتحاد الليبي في وضع أسس جديدة لنهضة المنتخب الوطني. ورغم التحديات التي قد تواجه هذا المشروع، فإن نجاح سيسيه مع ليبيا لن يكون مستحيلاً إذا توفرت له البيئة المناسبة، وتمكن من فرض الانضباط المطلوب. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عن كل التساؤلات، لكنها بلا شك ستكون حاسمة في رسم مستقبل المنتخب الليبي في تصفيات كأس العالم 2026.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24