لم تكن ليلة ريال مدريد في معقل “بينيتو فيامارين” كما أرادها عشاق الفريق الملكي. سقط رجال المدرب كارلو أنشيلوتي في فخ ريال بيتيس، ليعودوا إلى العاصمة الإسبانية مثقلين بخيبة أمل، بعد هزيمة قاسية بنتيجة (2-1)، ضمن منافسات الجولة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني “لاليجا”.
دخل ريال مدريد المواجهة بشراسة واضحة، وأظهر عزمه على تسجيل هدف مبكر يربك حسابات أصحاب الأرض. لم تمضِ سوى عشر دقائق حتى أرسل فيرلاند ميندي تمريرة ساحرة، استغلها إبراهيم دياز ببراعة ليضع الكرة في شباك الحارس أدريان، معلنًا تقدم الفريق الملكي.
ارتفع نسق اللقاء سريعًا بعد الهدف، إذ كاد رودريجو أن يضيف الهدف الثاني بضربة رأسية، لكنها افتقدت الدقة المطلوبة. من جانبه، لم يبدِ ريال بيتيس استسلامه أمام المد المدريدي، وبدأ في بناء هجماته من العمق عبر مايسترو خط الوسط، إيسكو، الذي بدا في قمة تألقه ضد فريقه السابق.
في الدقيقة 33، ومن كرة عرضية متقنة أرسلها إيسكو، ارتقى جوني كاردوسو فوق الجميع وسدد رأسية صعبة عجز تيبو كورتوا عن التصدي لها، ليدرك بيتيس التعادل وسط فرحة جنونية لجماهير “الفيرديبلانكوس”.
ومع اقتراب الشوط الأول من نهايته، كاد بيتيس أن يقلب الطاولة مبكرًا حين سدد بارترا كرة رأسية كادت تخدع كورتوا، إلا أن العارضة تدخلت لإنقاذ الفريق الملكي من هدف محقق.
لم يكن الشوط الثاني أكثر رحمة على ريال مدريد، بل شهد المزيد من المعاناة. في الدقيقة 54، وقع فيرلاند ميندي في المحظور عندما عرقل أيوزي بيريز داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح بيتيس. تولى إيسكو تنفيذها بثقة، وأطلق كرة صاروخية سكنت شباك كورتوا، معلنًا عن تقدم الفريق الأندلسي وسط صدمة مدريدية.
حاول ريال مدريد استعادة التوازن والعودة في النتيجة، لكن هجماته افتقدت اللمسة الأخيرة. حتى عندما سنحت لإندريك فرصة ذهبية في الدقيقة 79، لم تكن الدقة حليفته، وذهبت تسديدته بجوار القائم، لتزداد معاناة كتيبة أنشيلوتي.
بهذه الهزيمة، تجمد رصيد ريال مدريد عند 54 نقطة، ليتراجع مؤقتًا عن صدارة الليجا ويترك المجال مفتوحًا أمام برشلونة وأتلتيكو مدريد للمنافسة. أما ريال بيتيس، فقد رفع رصيده إلى 38 نقطة، ليعزز موقعه في المركز السادس، ويواصل طموحاته نحو المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.
يبدو أن ريال مدريد بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه سريعًا، خاصة مع اقتراب مراحل الحسم في الدوري ودوري الأبطال. الأخطاء الدفاعية الواضحة، وغياب الفعالية الهجومية، يطرحان تساؤلات عديدة أمام أنشيلوتي، الذي بات مطالبًا بإيجاد حلول سريعة قبل فوات الأوان.
