شهدت فترة الانتقالات الشتوية في الدوري الليبي الممتاز تنافسًا محمومًا بين أندية القمة، حيث سعت الفرق لتعزيز صفوفها بصفقات مدروسة تحضيرًا للمرحلة الحاسمة من الموسم. ومع استقطاب 216 لاعبًا أجنبيًا من بين 770 لاعبًا، بات المشهد أكثر سخونة، وسط تحركات غير مسبوقة في السوق.
نادي الاتحاد لم يترك مجالًا للشك حول نواياه هذا الموسم، حيث أبرم صفقات من العيار الثقيل بضم النجم المصري محمود كهربا، والموريتاني بونا عمار، إلى جانب الثنائي المغربي محمد زريده ونوفل الزرهوني. ولم يكتفِ بذلك، بل عزز دفاعه بالمحترفين الباتسوانيين توماسينغ أوربيوني وثاتاياوني ديتلهوكوي، إلى جانب المحليين الطاهر بن عامر وسند الكوري، ليصبح الفريق قوة ضاربة يُحسب لها ألف حساب.
الأهلي طرابلس كان حاضرًا بقوة في الميركاتو، مستقطبًا أسماءً بارزة لضمان الحفاظ على تماسك تشكيلته. أبرز الأسماء التي انضمت للفريق كانت الرواندي الدولي جهاد بيزيمانا والمغربي إسماعيل بلقاسمي، إضافة إلى الدوكالي الصيد، بلقاسم رجب، وأحمد ناصر. هذه الصفقات تعكس بوضوح سعي النادي للمنافسة بكل ثقله على اللقب.
في المنطقة الشرقية، لم يترك نادي الهلال أي مجال لمنافسيه، حيث كان الأكثر نشاطًا في سوق الانتقالات، مستقطبًا ثمانية لاعبين، من بينهم جونيور أجايي، الجزائري إبراهيم حشود، والسوداني عمار طيفور. هذا التوجه يعكس رغبة الهلال في أن يكون منافسًا قويًا في السباق نحو اللقب.
بطل الدوري الممتاز، نادي النصر، لم يكن أقل حماسًا في السوق، حيث تعاقد مع المدرب الأرجنتيني غاموندي وحرص على جلب أسماء جديدة تعزز فرصه في الاحتفاظ باللقب. ضم النادي المحلي عمر بلحاج، والمهاجم ساماكي، إلى جانب أسماء قوية مثل حمزة مجاهد، بنجامين بواتينغ، والسوداني الدولي سيف تيري.
لم تكن الأندية الأخرى غائبة عن المشهد، حيث قام الأهلي بنغازي بتعزيز صفوفه بصفقات محدودة لكنها نوعية، مثل الجزائري معاذ حداد، والفلسطيني عدي خروب. فيما أضاف الأخضر عدة أسماء لتدعيم خطوطه رغم اكتمال تشكيلته، وكان للأولمبي والمدينة حضور قوي في الميركاتو، كلٌ وفق احتياجاته الفنية.
بلغت القيمة السوقية للاعبين المنتقلين خلال هذه الفترة نحو 18 مليون دولار، وهو رقم يعكس تطور الدوري الليبي وزيادة التنافسية بين أنديته. ومع اقتراب المرحلة الحاسمة من الموسم، تترقب الجماهير مواجهات ملتهبة ستحدد من سيتأهل لخوض صراع السداسية والتنافس على اللقب الغالي.
هل هذه التعاقدات كافية لقلب الموازين؟ أم أن هناك مفاجآت تنتظرنا في قادم الجولات؟!