وصل المدرب السنغالي أليو سيسيه، إلى مدينة بنغازي، ليبدأ مهمته الرسمية في قيادة المنتخب الليبي قبل مواجهة أنغولا المرتقبة ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. القرار الذي اتخذه الاتحاد الليبي لكرة القدم بتعيين سيسيه جاء في وقت دقيق تمر به الكرة الليبية، حيث تعاني من إخفاقات متكررة في التصفيات القارية.
فوزي جعودة، نائب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، أوضح أن اختيار سيسيه جاء بعد دراسة معمقة للمرشحين، معتبرًا أن خبرته الواسعة في الكرة الأفريقية، ونجاحه مع المنتخب السنغالي، يجعلان منه الخيار الأمثل لقيادة المنتخب الليبي في هذه المرحلة الصعبة.
مع وصوله إلى ليبيا، بدأ سيسيه على الفور بوضع استراتيجية شاملة لإعادة ترتيب أوراق المنتخب، حيث قدم صباح اليوم خارطة طريق لمباراتي أنغولا والكاميرون المقبلتين إلى الاتحاد الليبي لكرة القدم. يتضمن برنامجه إقامة معسكر داخلي في مدينة بنغازي ابتداءً من 15 مارس، لتحضير الفريق بدنيًا وتكتيكيًا.
هذا المعسكر سيكون تحت إشراف المدرب السنغالي، إلى جانب مساعده الليبي أبوبكر الحرك، حيث سيعملان على اختيار قائمة اللاعبين النهائية التي ستخوض المواجهتين الحاسمتين.
من بين أولى قرارات سيسيه، كان استدعاء المهاجم المخضرم أحمد كراوع، الذي غاب عن تشكيلة المنتخب في الفترات الأخيرة. يرى المدرب أن خبرة كراوع يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في قيادة الهجوم الليبي خلال المباراتين القادمتين، خاصةً في ظل افتقاد المنتخب لعناصر ذات خبرة في الخط الأمامي.
عودة كراوع إلى المنتخب تحمل دلالات واضحة على رؤية سيسيه التي تمزج بين الاعتماد على المواهب الشابة والخبرة، وهو نهج سبق أن طبقه مع منتخب السنغال عندما نجح في تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية 2021.
الواقع يشير إلى أن مهمة سيسيه لن تكون سهلة، فالمنتخب الليبي يعاني من سلسلة إخفاقات امتدت لسنوات، كان آخرها الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025 بعد تذيله ترتيب مجموعته في التصفيات.
لكن بالنظر إلى سيرة المدرب السنغالي، فإنه يمتلك الأدوات والخبرة اللازمة لتحفيز اللاعبين، وبناء منظومة تكتيكية قادرة على المنافسة. نجاحه مع المنتخب السنغالي يُعد شهادة على قدرته في تطوير الفرق، وتحقيق النتائج الإيجابية، فهل ينجح في تكرار ذلك مع ليبيا؟
في الشارع الرياضي الليبي، هناك حالة من الترقب حول ما يمكن أن يقدمه أليو سيسيه، فبينما يرى البعض أن التغيير في الجهاز الفني قد يكون هو المطلوب لإعادة المنتخب إلى السكة الصحيحة، فإن آخرين يشككون في إمكانية تحقيق نتائج إيجابية في ظل التحديات الحالية.
وبينما يتجه المنتخب الليبي إلى مواجهة أنغولا يوم 20 مارس، تظل الأنظار شاخصة نحو ما سيقدمه المدرب الجديد، ومدى قدرته على كسر سلسلة النتائج السلبية، وبث روح جديدة في الفريق الوطني.