في خطوة تحمل في طياتها الكثير من التحديات والطموحات، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن تعاقده مع المدرب السنغالي أليو سيسيه، ليكون على رأس القيادة الفنية للمنتخب الوطني، في مسعى جديد لإعادة “فرسان المتوسط” إلى واجهة الكرة الأفريقية والدولية. هذه الخطوة تأتي في ظل سباق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يواجه المنتخب الليبي استحقاقات مصيرية ضد منتخبي أنغولا والكاميرون، وهي مواجهات ستحدد بشكل كبير مسار الحلم الليبي نحو المونديال.
لم يكن قرار التعاقد مع أليو سيسيه قرارًا عابرًا، بل جاء في توقيت بالغ الأهمية، حيث يتزامن مع بداية عهد الرئيس الجديد للاتحاد الليبي لكرة القدم، عبد المولى المغربي، الذي يبدو مصممًا على إحداث تغيير جذري في مسار الكرة الليبية. سيسيه، الذي قاد منتخب السنغال لتحقيق إنجازات تاريخية، يعد خيارًا مثاليًا من حيث الخبرة والقدرة على التعامل مع منتخبات تمتلك مقومات المنافسة.
مع تبقي أقل من أسبوعين على أولى مواجهاته الرسمية ضد أنغولا، يجد سيسيه نفسه أمام تحدٍّ مزدوج: فهم نقاط القوة والضعف في المنتخب الليبي، والاستعداد لمباراتين حاسمتين في تصفيات كأس العالم. ومن غير المستبعد أن يعتمد سيسيه على استراتيجية تحليلية خلال أول لقاءين، بحيث يستغل المواجهتين لاكتشاف إمكانيات اللاعبين، مع محاولة تحقيق نتيجة إيجابية تبقي ليبيا في دائرة المنافسة.
بعيدًا عن التصفيات المونديالية، سيكون سيسيه مطالبًا بإعادة ليبيا إلى كأس أمم أفريقيا، البطولة التي غاب عنها المنتخب منذ 2012. فالمدرب السنغالي يمتلك خبرة واسعة في الملاعب الأفريقية، وسجله الحافل يؤكد أنه قادر على بناء منظومة تنافسية تعتمد على الصلابة الدفاعية والسرعة في التحولات الهجومية.
يعرف الجمهور الرياضي أليو سيسيه بكونه رجلًا لا يعرف المستحيل، فقد قاد السنغال لتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية 2021 لأول مرة في تاريخها، كما أوصل المنتخب إلى نهائي البطولة عام 2019، ووضع بصمته في مونديالي 2018 و2022. إنجازاته هذه تجعله الاسم المناسب لقيادة ليبيا في هذه المرحلة الدقيقة.
لكن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود، فسيسيه سيواجه عقبات عديدة، أبرزها:
الإجابة على هذا السؤال ستتحدد خلال الأشهر القليلة المقبلة. إذا تمكن المدرب السنغالي من تحقيق انطلاقة قوية أمام أنغولا والكاميرون، فسيكون قد وضع المنتخب الليبي على الطريق الصحيح نحو المونديال، وسيمتلك دفعة معنوية هائلة قبل خوض التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2027.
التعاقد مع أليو سيسيه هو بمثابة إعلان نوايا من الاتحاد الليبي لكرة القدم، يؤكد أن هناك رغبة حقيقية في إعادة المنتخب الليبي إلى الواجهة. ورغم أن التحديات كبيرة، فإن خبرة سيسيه وشخصيته القيادية قد تكون العامل الحاسم في تحقيق الحلم الليبي المنتظر.