تعيش كرة القدم الكينية صدمة كبيرة بعد تفجر فضيحة تلاعب مدوية بطلها حارس المنتخب الوطني، باتريك ماتاسي، الذي أصبح محور تحقيقات مكثفة تتعلق بمباراة كينيا ضد الكاميرون ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025.
تصرفات مثيرة للجدل
في المباراة التي أقيمت في أكتوبر الماضي وانتهت بفوز الكاميرون 4-1، أظهر ماتاسي أداءً أثار استغراب الجماهير والخبراء، حيث بدا وكأنه يتحاشى التصدي للكرات بطريقة غير معتادة. وكانت أكثر اللحظات جدلًا عندما سجل مارتن هونجلا هدفًا في الدقيقة 39، إذ تحرك الحارس بعيدًا عن الكرة بدلًا من محاولة التصدي لها.
وفي لقطة أخرى، حينما سجل بريان مبيومو هدفًا من مسافة بعيدة، لم يقم ماتاسي بأي محاولة للقفز لصد التسديدة، مما زاد من الشكوك حول تعمده التهاون في المباراة. أما الهدف الرابع، الذي سجله كريستيان باسوجوج، فجاء بعد خروج غريب لماتاسي من مرماه، تاركًا شباكه مكشوفة تمامًا.
فتح تحقيق رسمي
بعد تداول هذه المشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصدر الاتحاد الكيني لكرة القدم بيانًا رسميًا أكد فيه فتح تحقيق بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف). وشدد الاتحاد على التزامه بسياسة “عدم التسامح مطلقًا” مع التلاعب بنتائج المباريات، متعهدًا بالكشف عن جميع ملابسات القضية واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وكشفت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن ماتاسي تلقى قبل المباراة اتصالًا من شخص مجهول ناقش معه “خطة المباراة”، وهو ما دفع المحققين للنظر في إمكانية تورطه في مخطط للمراهنات الرياضية غير المشروعة.
استبعاد فوري وعقوبات محتملة
في أعقاب هذه التطورات، قرر المدرب الجديد للمنتخب الكيني، بيني مكارثي، استبعاد ماتاسي من التشكيلة الأساسية، مما يشير إلى أن القضية قد تؤثر على مستقبله الكروي بشكل كبير.
ويواجه الحارس احتمال التعرض لعقوبات صارمة، قد تصل إلى الإيقاف عن اللعب لعدة سنوات، خاصة إذا ثبت تورطه في التلاعب بنتائج المباريات. كما أن منتخب كينيا قد يواجه تداعيات قانونية قد تؤثر على مشاركته في التصفيات الإفريقية المقبلة.
ردود فعل واسعة
من جانبه، طالب الاتحاد الكيني لكرة القدم أي شخص يملك معلومات عن القضية بالتقدم للإدلاء بشهادته، في خطوة تهدف إلى ضمان الشفافية في التحقيقات.
في الوقت ذاته، يترقب الشارع الرياضي الإفريقي قرارات الفيفا والكاف بشأن القضية، وسط دعوات لتشديد الرقابة على المباريات لضمان نزاهتها.
وفي ظل هذه التطورات المتلاحقة، تبقى كرة القدم الكينية في موقف صعب، حيث قد تؤدي هذه الفضيحة إلى تداعيات طويلة الأمد على سمعة المنتخب الوطني ومسيرته في المنافسات القارية.