كتبت: شهد حسام
تأتي اليوم الذكرى الأربعون لرحيل الشاعر عبدالرحيم منصور، شاعر اللغة العامية، الذي أكتشفه الكاتب لويس جريس، في جولته في صعيد مصر؛ بحثا عن مواهب لمجلة صباح الخير تحت عنوان المعذبون بالفن.
ولد الشاعر في منتصف يونيو لعام ١٩٤١ بقنا في أسرة بسيطة، وأهله للشعر المفردات اللغوية الرائعة لديه بسبب الشجن والإنشادات الذي كانا يحيطان به. وانتقل إلى القاهرة مع الشعراء أمل دنقل، وعبدالرحمن الأبانودي، والقاص يحيي الطاهر.
وصفه الشاعر مجدي نجيب والذي كان من أقرب أصدقاءه بالقاهرة في كتابه “من صندوق الموسيقى،زمن الغناء الجميل” أنه كان كالمجنون بالكلمات، دائم الغناء لنفسه، ويعرف كيف يخطف نفسه من بين الناس، وتعلم لغة التمرد. كما يكره المنازل ويفضل الشوارع والسير على الأقدام لمسافات طويلة ويكتب أشعاره على المقاهي.
كما أضاف أنه أكثر شعراء الصعيد تعبيرا عن حياتهم، وعشقهم، ويظهر هذا جليا فى كلمات أغنياته.
أعمال الشاعر عبدالرحيم منصور
كتب عبدالرحيم ديوانه الأول “الرقص على الحصا” في أواخر الستينيات، وقدم الكثير من الأغاني لمختلف المطربين والمطربات، وخصوصا في حرب أكتوبر بالتعاون مع الملحن بليغ حمدي منها: “على الربابة” لوردة الجزائرية ، “بسم الله .. الله أكبر”، “يا أم المصريين” لشادية.
وأغاني أخرى مثل أغنية “حبيبى يا متغرب” للراحلة فايزة أحمد، وأغنية “تتاقل بالمال” للمطربة سوزان عطية، وأغنية “حبينا واتحبينا” لميادة الحناوي ومطربين آخرين محمد رشدي ونجاة.
وجائت انطلاقته الكبرى حين نعرف على المطرب محمد منير وبدأ معه مشوار فني دام ل١٠ سنوات، وكان تحدي لمنصور أن يكتب الأغاني الرومانسية بشكل جديد غير السائد وقتها مثل “في عينيك”، ويا صبية”.وكتب لمنير ألبومات “علموني عنيك”، “شبابيك”، “اتكلمي”. كما أنه كتب كتب أول أغاني المطربين عمرو دياب، وعلى الحجار، ومدحت صالح، ومحمد ثروت.
عبدالرحيم منصور في عالم السينما
لم يكتف عبدالرحيم بكلمات الأغاني للمطربين فقط بل دخل عالم الدراما والسينما المصرية، حيث وضع سيناريو وحوار وأشعار مسلسل مارد الجبل، بالتعاون مع الكاتبة سنية قراعة في عام ١٩٧٧. وتعاون مع السيناريست رفيق الصبان في سيناريو وحوار وأشعار فيلم الزمار في عام ١٩٨٥.
كما قدم العديد من أغنيات الأفلام السينمائية بداية من عان ١٩٦٨ بفيلم عدوية التي ذكرت فيه أغنية ما على العاشق ملام.
وأبرز أغنية قدمها في مسيرته الفنية والشعرية أغنية حدوتة مصرية التي ذكرت في فيلم يحمل نفس الاسم من إخراج يوسف شاهين، وغناها محمد منير.
وتنتهي مسيرة الشاعر عبد الرحيم منصور مثل اليوم عام ١٩٨٤ ليرحل شابا ذات ٤٣ عام