قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غاضب لأنه يعتقد أن بنيامين نتنياهو «يتلاعب به». كما ركزت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية على تصريحات ترامب التي قال فيها إن القتال في غزة معقد ومستمر منذ 1000 عام، فيما وسع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف فريق مستشاريه لمباحثات «اليوم التالي» في قطاع غزة.
جود غضب من ترمب وقلق وأزمة ثقة
وتعكس التقارير في إسرائيل، وجود غضب من ترامب وقلق وأزمة ثقة. وكتبت سيما كادمون في «يديعوت» قائلة: «أولئك الذين اشتكوا هذا الأسبوع من أن ترامب باعنا وخاننا وأدار ظهره لنا، عليهم أن يستيقظوا. لكي تبيع، وتخون، وتدير ظهرك، عليك أولاً أن تعد بشيء ما. ولم يعدنا الرئيس الأميركي بأي شيء. وربما سمعنا ما أردنا سماعه، وربما كان رد فعل نتنياهو على انتخاب ترامب سبباً في خلق توقعات مبالغ فيها هنا».
وأضافت: «لقد فوجئنا هذا الأسبوع بوعوده للحوثيين بأن أميركا ستتوقف عن الهجوم، والآن بعد أن عضضنا أظافرنا على إعلانه الدرامي الذي وعد به، اتضح على الأقل في الوقت الحالي، أن هذه كانت مجرد اتفاقيات تجارية، ولم يذكر كلمة واحدة عن إسرائيل».
وترى كادمون أن ترامب لا يحب نتنياهو بشكل خاص، بل يراه شخصاً وظيفياً فقط. وتابعت: «هناك ميل متأصل بين عائلات المختطفين إلى وضع ثقتهم في ترمب. لقد أدركوا منذ زمن طويل أن المفتاح يكمن في واشنطن، وليس في هذه الحكومة. لكن ترمب لا يعمل لصالحنا».
عدم النجاح في إنهاء الحرب في قطاع غزة
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» و«القناة 12»، عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن ترمب أقر في حديثه ، بإحباطه المتزايد بسبب عدم النجاح في إنهاء الحرب في قطاع غزة التي تشكل له تحدياً كبيراً، قائلاً إنه من الصعب التوصل إلى حل لأنهم «يتقاتلون منذ ألف عام». وأكدت «يديعوت» أن بعض المسؤولين في إدارة ترمب عبروا عن إحباطهم أيضاً من نية إسرائيل توسيع نطاق الحرب في غزة.
هدف تدمير غزة هو إجبار سكانها على الهجرة
و في زلة لسان اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن هدف تدمير غزة هو إجبار سكانها على الهجرة منها، جاء ذلك خلال اجتماع مع ضباط احتياط في الجيش الإسرائيلي، عن رؤيته للحرب الدائرة في غزة، واصفاً إياها بـ “فرصة تاريخية” للتخلص من أعداد كبيرة من الفلسطينيين. ونقلت صحف عبرية قول نتنياهو أن حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة ليس مجرد رد فعل على “الإرهاب الفلسطيني”، بل هو جزء من خطة مدروسة تهدف إلى تهجير سكان القطاع. وأضاف أن هذه الحرب تمنح إسرائيل فرصة غير مسبوقة لتحقيق هذا الهدف.
اتفاق وشيك بضغوط أمريكية في قطاع غزة
جاء ذلك عندما انتقد الضباط سياسة حكومة نتنياهو، وتذمّروا من الحرب التي «تهدد حياة المخطوفين، وليس لها هدف استراتيجي، سوى خدمة مصالحك الحزبية والشخصية». وثار نتنياهو أمامهم، وراح يضرب بقبضته على الطاولة، قائلاً: «نحن ندمر غزة عن بكرة أبيها، ويجب ألا يكون لهم مكان سليم يعودون إليه ويعيشون فيه… يجب أن يرحلوا»، وفق صحيفة «هآرتس».
يتزايد القلق في إسرائيل من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته على اتفاق وشيك في قطاع غزة، حتى لو لم يكن مرضياً لتل أبيب والحكومة المتطرفة التي تضم الأحزاب اليمينية، بل ربما يدير ترمب ظهره لإسرائيل في قضايا أخرى. وزاد القلق من الضغوط الأميركية بعد الاتفاق على تفعيل آلية مساعدات إنسانية جديدة لقطاع غزة.
وحذرت المصادر من أن الولايات المتحدة لوحت بأن “الثمن سيكون باهظاً” على إسرائيل إذا لم تنهِ الحرب الدائرة في غزة قبل وصول ترامب.
وتأتي هذه الضغوط الأمريكية في ظل تزايد المخاوف الدولية بشأن استمرار الصراع وتداعياته الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة وتبادل للأسرى بين الجانبين.