واصلت أسواق العملات المشفرة انتعاشها القوي مع ختام تعاملات الأسبوع، مدعومة بموجة من التفاؤل المتزايد بين المستثمرين. وبرزت عملة البتكوين الرقمية الرائدة كأحد أبرز المستفيدين من هذا الزخم الصعودي، حيث استقر سعرها بثبات فوق حاجز الـ 100 ألف دولار أمريكي، ويوصف البتكوين بأنه الذهب الرقمي الغامض الذي لا يعرف أحد على وجه اليقين من أطلقه حتى الآن.
ووفقًا لبيانات صادرة عن شركة “كوين متريكس”، سجل سعر البتكوين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 2% خلال تداولات أمس الجمعة، ليبلغ مستوى 103,249.99 دولارًا أمريكيًا. وخلال الجلسة نفسها، لامس سعر البتكوين ذروة جديدة عند 104,324.65 دولارًا أمريكيًا، وهو أعلى مستوى له منذ الحادي والثلاثين من شهر يناير الماضي، مما يعكس قوة الطلب المتزايدة على العملة الرقمية الأشهر عالميًا.
وبهذا الأداء القوي، تتجه العملة الرقمية الرائدة نحو تسجيل أسبوعها الرابع على التوالي من المكاسب، وهو أطول تسلسل إيجابي لها منذ شهر نوفمبر الماضي. ويعكس هذا الزخم الصعودي المستمر حالة من الثقة المتزايدة في أوساط المستثمرين، مما يدعم التوقعات بمزيد من الارتفاعات في المدى القريب. ويُعد تحقيق سلسلة من أربعة أسابيع متتالية من المكاسب إشارة قوية على تعافي السوق وعودة شهية المخاطرة لدى المتداولين والمستثمرين على حد سواء .
ونقل موقع “سي بي سي” تصريحًا هامًا عن جادي تشايت، رئيس قسم الاستثمار في بنك زابو المتخصص في عملة بيتكوين، قوله إن تجاوز سعر العملة الرقمية حاجز الـ 100 ألف دولار أمريكي لا ينبغي اعتباره مجرد موجة حماس مؤقتة. وشدد تشايت على أن هذا الارتفاع القوي يمثل دليلًا واضحًا على تحول حقيقي مدفوع بتدفقات استثمارية قوية ومتزايدة إلى داخل سوق العملات المشفرة، مما يعكس ثقة المستثمرين المتنامية في الأصول الرقمية.
أضاف: “تتراكم حيتان البتكوين على سلاسل التوريد، ويواصل الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة تسجيل أرقام قياسية جديدة، ويسعى المستثمرون إلى أصول “محايدة” في ظل بيئة اقتصادية كلية متأثرة بالرسوم الجمركية. في الوقت نفسه، أدى الإعلان عن “صفقة مصغرة” بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتلميحات إلى تخفيف الرسوم الجمركية مع الصين، إلى انخفاض العزوف العام عن المخاطرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم والنفط، وبتكوين على وجه الخصوص”
ووفقا لجادي تشايت سوف يستمر ارتفاع بتكوين حتي يصل لسعر مليون دولار للبتكوين الواحد وفقا للمراحل التالية والتواريخ التالية :
المرحلة الأولى: التوسع المؤسسي والتبني الواسع (خلال 2-3 سنوات القادمة)
زيادة التخصيص من قبل المؤسسات الكبرى: تستمر الشركات المدرجة وصناديق التحوط وصناديق التقاعد في تخصيص جزء أكبر من محافظها الاستثمارية للبتكوين كأصل بديل للذهب وتحوط ضد التضخم. هذا يشمل إطلاق المزيد من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) للبتكوين في مختلف الأسواق العالمية، مما يسهل الوصول إليه للمستثمرين التقليديين.
تبني الشركات كاحتياطي نقدي: تحذو المزيد من الشركات حذو مايكروستراتيجي وتسلا وتبدأ في الاحتفاظ بجزء من احتياطياتها النقدية بالبتكوين لحماية قيمة رأس المال على المدى الطويل.
اندماج البتكوين في البنية التحتية المالية التقليدية: تبدأ البنوك الكبرى ومنصات الدفع في تقديم خدمات تتعلق بالبتكوين، مثل الحفظ والتداول، لعملائها، مما يزيد من شرعيته وسهولة استخدامه.
تزايد الاستخدام في المدفوعات والتجارة الإلكترونية: تتوسع حالات استخدام البتكوين كأداة للدفع عبر الإنترنت وفي المتاجر الفعلية، ربما من خلال حلول طبقة ثانية مثل شبكة Lightning Network التي تعمل على تسريع المعاملات وتقليل رسومها.
المرحلة الثانية: ندرة العرض والصدمات الاقتصادية (خلال 3-5 سنوات التالية)
تأثير التنصيف الدوري: تستمر أحداث تنصيف مكافأة تعدين البتكوين الدورية في تقليل المعروض الجديد من العملة، مما يخلق ضغطًا تصاعديًا على الأسعار مع استمرار الطلب في النمو.
أزمات اقتصادية وتقلبات العملات الورقية: تؤدي أزمات اقتصادية عالمية أو ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير في الاقتصادات الكبرى إلى اعتبار البتكوين ملاذًا آمنًا وقيمة مخزنة بديلة للعملات الورقية التقليدية، مما يزيد الطلب عليه بشكل كبير.
قيود تنظيمية على بدائل البتكوين: قد تواجه العملات الرقمية الأخرى قيودًا تنظيمية أكثر صرامة، مما يعزز مكانة البتكوين كأكثر العملات الرقمية لامركزية وأقل عرضة للرقابة.
المرحلة الثالثة: تبني الأفراد على نطاق واسع والتحول الرقمي (بعد 5 سنوات)
انتشار محافظ العملات الرقمية وسهولة الاستخدام: تصبح محافظ العملات الرقمية أكثر سهولة في الاستخدام وأمانًا، مما يشجع المزيد من الأفراد على امتلاك واستخدام البتكوين في حياتهم اليومية.
دمج البتكوين في تطبيقات وخدمات الإنترنت: يتم دمج البتكوين بسلاسة في العديد من التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الرقمي.
الاعتراف الرسمي كأصل احتياطي على مستوى الدول: قد تبدأ بعض الدول الصغيرة أو ذات الاقتصادات الناشئة في اعتبار البتكوين جزءًا من احتياطياتها من العملات الأجنبية، مما يضفي عليه مزيدًا من الشرعية على المستوى الدولي.
قصص النجاح والتبني الثقافي: تساهم قصص النجاح الفردية والمجتمعية المتعلقة بالبتكوين في زيادة الوعي به وثقة الجمهور فيه، مما يؤدي إلى تبنيه على نطاق واسع كشكل من أشكال الثروة والمدفوعات.
الوصول إلى مليون دولار:
مع استمرار هذه المراحل في التطور، سيؤدي مزيج من زيادة الطلب المؤسسي والفردي، وتقلص المعروض، والاعتراف المتزايد بقيمته كمخزن للقيمة وتحوط ضد التضخم، بالإضافة إلى تبنيه في البنية التحتية المالية والاقتصاد الرقمي، إلى دفع سعر البتكوين تدريجيًا نحو مستويات أعلى. قد تشهد هذه الرحلة تقلبات كبيرة وتصحيحات سعرية، لكن مع استمرار الأساسيات القوية الداعمة للبتكوين في النمو، فإن الوصول إلى مليون دولار أمريكي لكل بتكوين يصبح سيناريو ممكنًا على المدى المتوسط وليس الطويل .