السبت 26 أبريل 2025 09:36 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أزمة غزة.. الفلسطينيون يلجأون إلى لحم السلاحف في ظل نقص الغذاء

السبت 19 أبريل 2025 06:54 مـ 21 شوال 1446 هـ
أزمة الغذاء في غزة
أزمة الغذاء في غزة

في ظل استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، أصبح من الصعب على السكان الحصول على الغذاء الضروري. تعيش العديد من الأسر الفلسطينية ظروفًا صعبة للغاية، إذ لجأ البعض إلى تناول لحم السلاحف كحل بديل وسط هذه الأزمة المستمرة. مثال على هذه المعاناة، ما ذكرته ماجدة قنان، التي اضطرت للمرة الثالثة لتحضير لحم السلحفاة لإطعام عائلتها النازحة التي تعيش في خيمة في خان يونس، جنوب القطاع.

ماجدة قنان: “طعم السلحفاة يشبه لحم العجل”

تروي ماجدة قنان، التي تبلغ من العمر 61 عامًا، أنها قامت بتحضير السلحفاة عن طريق تنظيف اللحم وخلطه بالدقيق والخل، ثم غسله وغليه في قدر قديم قبل تحميره وتتبيله بالبصل والطماطم والفلفل. وتضيف ماجدة أن الأطفال خافوا في البداية من فكرة تناول السلحفاة، لكنهم وافقوا على تناولها بعد أن أخبرتهم أن طعمها يشبه لحم العجل. وقالت: "بعضهم أكلها، بينما رفضها آخرون".

الحصار يضيق الخناق: غزة بلا غذاء

منذ فرض الحصار الكامل على القطاع في الثاني من مارس/آذار، قطعت إسرائيل إمدادات المساعدات الإنسانية ومنعت دخول المواد الغذائية الأساسية. وبالتوازي مع هذا، حذرت منظمات دولية مثل "أوتشا" من أن الوضع الإنساني في غزة بات في أسوأ حالاته منذ أشهر، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والوقود والمياه. وقال عبد الحليم قنان، أحد صيادي المنطقة، إنهم لم يتوقعوا يومًا أن يتناولوا لحم السلاحف، مشيرًا إلى أن ما يتبقى لهم هو هذه الحيوانات البرية كمصدر بديل للبروتين.

لحم السلاحف: طعام بديل في ظروف قاسية

يُعتبر لحم السلاحف حاليًا مصدرًا رئيسيًا للغذاء لبعض العائلات في غزة. ووفقًا لعبد الحليم، الذي قام بذبح السلحفاة وفقًا للشريعة الإسلامية، فإن هذه الوجبة باتت تعتبر بديلاً غذائيًا أساسيًا في وقت يعاني فيه السكان من شح اللحوم والخضار. وذكر أن هذا الطعام ليس معدًا للبيع، بل يتم توزيعه على عدة عائلات لتقاسم ما تبقى لهم من طعام.

تحذيرات من الوضع المتفاقم في غزة

تُضاف هذه المعاناة الإنسانية إلى سلسلة من التحديات التي يواجهها سكان غزة، حيث أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوضع الإنساني قد وصل إلى مرحلة خطيرة من التدهور، مع مرور أكثر من شهر ونصف دون وصول أي إمدادات غذائية أو مساعدات من المعابر. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المياه التي يشربها سكان غزة أصبحت ملوثة، بل أن بعضهم مضطر لشرب مياه الصرف الصحي. هذا الوضع يفاقم معاناة المواطنين الذين يعيشون تحت نير الحصار.

غزة في مواجهة حرب البقاء

بينما تتواصل العمليات العسكرية، يظل السكان في غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. ومع إغلاق المعابر وقطع المساعدات الإنسانية، يتجه الفلسطينيون نحو حلول بديلة، مثل تناول لحم السلاحف، التي كانت يومًا ما مصدرًا غذائيًا نادرًا، ولكنها أصبحت اليوم أملًا بسيطًا للبقاء على قيد الحياة وسط أزمة إنسانية خانقة.