تصريحات صادمة لانصار الانتقالي.. الوالي: لا دولة واحدة تعترف بمشكلة الجنوب

في تصريح لافت أثار جدلاً واسعاً، أكد السياسي البارز الدكتور عبدالرحمن الوالي أن قضية الجنوب لا تزال عالقة بسبب غياب الإرادة الحقيقية لدى القوى الإقليمية والدولية في الاعتراف بهذه القضية كمشكلة سياسية تستحق الحل. وأشار الوالي إلى أن هذه القوى تتعامل مع القضية الجنوبية من منطلق مصالحها الذاتية الضيقة، وهو ما يعرقل الجهود الرامية إلى تحقيق استقلال الجنوب.
وقال الوالي في تصريحاته: "ليس الأمر أن الإقليم والدولي لا يريدون حل مشكلة الجنوب، لكن المشكلة تكمن في أنهم، من أجل حماية مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية، لا يريدون الاعتراف بوجود هذه المشكلة بشكل رسمي." وأضاف أن هذا الموقف الغامض والمتردد من قبل المجتمع الدولي يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويؤخر تحقيق طموحات شعب الجنوب في نيل حقوقه المشروعة.
انتقاد للمجتمع الدولي
وانتقد الوالي بشدة الدول التي تتجنب التعامل مع القضية الجنوبية بشفافية، معتبراً أن عدم وجود دولة واحدة تعترف علناً بمشكلة الجنوب يعكس حالة من التخاذل الدولي تجاه هذه القضية المحورية.
ورأى أن هذا الصمت الدولي ليس إلا انعكاساً لمصالح سياسية واقتصادية معقدة تسعى بعض الأطراف للحفاظ عليها على حساب حقوق الشعوب.
دعوة إلى التوحد
وفي ختام تصريحاته، وجه الوالي رسالة واضحة إلى قيادات وأبناء الجنوب، داعياً إياهم إلى التوحد ورص الصفوف لتحقيق هدفهم الأسمى في نيل الاستقلال.
وقال: "ننصح الجنوب بأن يعمل على التوحد لنيل استقلاله مهما تعب وتعرقل، فما حك جلدك إلا ظفرك." وأوضح أن النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب تكاتف الجهود الداخلية وتجاوز الخلافات الجانبية التي قد تضعف الموقف الجنوبي أمام التحديات الكبيرة.
تحليل سياسي
يأتي تصريح الوالي في وقت حساس تمر فيه القضية الجنوبية بتعقيدات متزايدة نتيجة الصراعات الداخلية والضغوط الخارجية.
وقد أثارت دعوته إلى التوحد صدى كبيراً بين الناشطين السياسيين والحقوقيين، الذين يرون أن تحقيق الاستقلال يتطلب استراتيجية واضحة تعتمد على بناء جبهة داخلية قوية قادرة على مواجهة التحديات الدولية.
ويرى محللون أن تصريحات الوالي تعكس واقعاً مريراً تعيشه القضية الجنوبية، حيث يبدو أن الحلول السياسية بعيدة المنال ما لم يتمكن الجنوب من تحقيق توافق داخلي وإيجاد آليات ضغط فعالة على القوى الإقليمية والدولية.
كما أن دعوته إلى العمل الجاد والتضحية تمثل نداءً وطنياً يستوجب تجاوباً واسعاً من مختلف الأطياف الجنوبية.
تصريحات الدكتور عبدالرحمن الوالي تسلط الضوء على التحديات التي تواجه القضية الجنوبية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وفي الوقت الذي يشدد فيه على أهمية التوحد، يشير إلى أن الطريق نحو الاستقلال لن يكون سهلاً، ولكنه يبقى الخيار الوحيد لتحقيق طموحات الشعب الجنوبي. وعلى الرغم من العراقيل والعقبات، فإن الوالي يؤكد أن الشعب هو صاحب القرار النهائي وأن عليه تحمل المسؤولية الكاملة في صناعة مستقبله.