عادل الجبير يزور باكستان والهند.. السعودية تتحرك لوقف التصعيد النووي في جنوب آسيا

في ظل تصاعد التوتر بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، دخلت المملكة العربية السعودية على خط الأزمة بين الهند وباكستان، عبر تحرك دبلوماسي تقوده الرياض لاحتواء التصعيد ووقف المواجهات العسكرية الجارية.
وخلال يومي 8 و9 مايو، قام وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، عادل الجبير، بزيارة إلى كل من جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية، بتوجيه مباشر من القيادة السعودية، في إطار جهود المملكة لتهدئة الأوضاع والدفع نحو حل الخلافات بالحوار، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية السعودية مساء الجمعة.
وقالت الوزارة إن الزيارة تأتي في سياق المساعي السعودية الرامية إلى إنهاء المواجهات العسكرية بين البلدين، والتأكيد على أهمية القنوات الدبلوماسية لتفادي المزيد من التصعيد.
ويأتي التحرك السعودي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق، إذ أعلن الجيش الهندي الثلاثاء إطلاق عملية عسكرية استهدفت تسعة مواقع في باكستان وإقليم "آزاد كشمير"، وصفها بأنها "بنى إرهابية"، بينما أكدت إسلام آباد أن المواقع المستهدفة مدنية، وأسفر القصف عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين.
ويعود التصعيد إلى 22 أبريل الماضي، عقب هجوم مسلحين على مجموعة من السائحين في بلدة باهالغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، ما أدى إلى مقتل 26 شخصًا وسقوط عدد من الجرحى.
وفي تداعيات أمنية متسارعة، أعلنت الحكومة الهندية الجمعة تمديد إغلاق 24 مطارًا حتى 15 مايو، بعدما كان مقررًا أن ينتهي في 10 من الشهر ذاته. وبررت وزارة الطيران المدني الهندية القرار بالوضع الأمني المتوتر مع باكستان، بحسب ما نقلته صحيفة "هندوستان تايمز".
ويشمل الإغلاق مطارات في مدن استراتيجية من بينها سريناغار، وجمو، وأمرتسار، وليه، وتشاندغار، وبيكانير، وبوربندر، وغيرها.
من جانبها، أعلنت شركات طيران كبرى، مثل "إير إنديا" و"إنديجو"، تعليق جميع رحلاتها من وإلى المدن المتأثرة حتى منتصف مايو، مع تأكيدات بتعديل جدول الرحلات وفقًا لتطورات الوضع الأمني.
وفي هذا السياق المشتعل، تبرز الوساطة السعودية كمحاولة جادة لاحتواء الأزمة المتفاقمة، وسط تحذيرات دولية من أن أي انزلاق إضافي قد يقود إلى عواقب خطيرة في منطقة تعيش أصلًا على صفيح ساخن.