علق عضو مجلس إدارة المركزي سابقا، مراجع غيث، على أزمة المرتبات وسعر صرف الدولار، وموضحًا دور الحكومة في ذلك، وداعيًا إيّاها إلى ترشيد الإنفاق.
وقال غيث في تصريحات صحفية نشرتها منصة صفر “يمرّ تصدير النفط بدورةٍ تبدأ منذ شحنه على متن النواقل وتنتهي بإيداع إيراداته في المركزي، وهي تستغرق بين شهرٍ و 45 يوما، ولذلك فبيان مؤسسة النفط الأخير عن تحويل الإيرادات للمركزي صحيح، فبعد انتظام تصدير النفط ستُسَدَّد القروض الممنوحة من المركزي للحكومة لسداد المرتبات قبل نهاية العام الجاري”.
وأضاف “نقص الإيرادات النفطية للعام الجاري عن العام الماضي، يعود إلى سببين، أولهما إغلاق النفط لأكثر من شهر خلال العام الجاري، وانخفاض الأسعار إلى نحو 75 دولارا هذا العام مقارنة بنحو 90 دينارا العام الماضي”.
وأكد غيث “يجب على الحكومة ترشيد الإنفاق وإعداد خطة لمواجهة احتمال انخفاض سعر البرميل إلى أقل من 70 دولارا العام المقبل 2025، إذ فور حلّ أزمة أوكرانيا وتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، سيزيد المعروض من النفط وتنخفض أسعاره، وعليها إخبارنا من أين ستموّل المنح التي تزداد يوما بعد آخر؟”.
وأشار غيث إلى أن “المشكلة من وجهة نظر الحكومة لم تكن في الإيرادات بل في كيفية الانفاق، أي أن الحكومة لم تفكر في تنويع الإيرادات بل حتى تحصيل المتاح منها مثل الضرائب والجمارك وغيرها، فهي متدنية جدا، وكان على الحكومات بدء العمل الجاد لـتنويع الاقتصاد منذ زمن لنجني ثماره الآن، لكنها لم تخطط ولو لبدء أول خطوة”.
وأفاد غيث إن “ملف دعم الوقود الذي يهرّب جزء كبير منه، والقفزة الهائلة في استيراده خلال السنتين الماضيتين مع أنّ عدد السكان لم يتضاعف، يدل على أن التهريب هو ما تضاعف، كما أنّ خلوّ برنامج المبادلة من الشفافية والرقابة على الكميات والأسعار وغيرها، مشكلة أخرى على الحكومة حلّها”.
وشدد غيث على إنه “يمكن الدفاع عن الدينار وتقويته مجددا، إذا راقبت السلطات النقدية والمالية والتجارية التي يمثلها المصرف المركزي والمالية والاقتصاد معًا، الاعتمادات والصرف من العملة الصعبة عبر التنسيق بين هذه الجهات الثلاث المهمة”.
واختتم حديثه بالقول “لطالما اقترحنا خفض إنفاق الميزانية عبر ربط إنفاق الباب الثاني “التسييرية”، عدا المشافي، بجباية الإيرادات المحلية فكلما ازدادت ازداد وهكذا، كما أنّ التوسع في الإنفاق يُخشى أن يؤدي إلى أزمة جديدة وعندها ستكون الضحية الأولى هي التنمية وبابها الذي سيتوقف الصرف منه اضطراريا”.