أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، محمد الرعيض، أن القطاع الخاص الليبي هو الوحيد في العالم الذي يعمل بمدخراته دون دعم من المصارف، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يؤكد الحاجة العاجلة للإصلاح الاقتصادي الجاد.
جاء ذلك خلال كلمة له في المنتدى الاقتصادي الليبي المنعقد في العاصمة طرابلس، حيث أشار إلى أن القطاع الخاص لطالما دعا إلى تجفيف منابع الفساد، مؤكدًا أن الدعم الحكومي وفارق سعر العملة الأجنبية يعدان مصدرين أساسيين لهذا الفساد.
وشدد الرعيض على أن الشعب يشكو من الوضع الاقتصادي لأنه اعتاد الاعتماد على الدولة، لافتًا إلى أن السياسة التعليمية الخاطئة التي وجهت جميع الطلبة نحو الجامعة دون تنويع في التخصصات، جعلت التوظيف العشوائي الخيار الوحيد، وهو ما وصفه بـ”الكارثة على البلاد”.
وأوضح أن دعم الكهرباء ازداد بصورة مفرطة نتيجة تضاعف الاستهلاك خمسة أضعاف، وأن دعم المياه يشكّل تحديًا إضافيًا، مشيرًا إلى أن تكلفة المتر المكعب على الدولة تصل إلى 5 دنانير، بينما يُساء استهلاكه ويُهدر.
ودعا الرعيض إلى تشكيل لجان وموائد حوارية مستديرة تضم القطاع الخاص إلى جانب الوزراء والمختصين، للوصول إلى قرارات حاسمة، مؤكدًا أن ما تعانيه البلاد من صراع أساسه الأموال في الشرق والغرب والجنوب.
وختم بالقول: “نحتاج إلى إصلاحات تبدأ من اعتماد نظام المحافظات، واستبدال الدعم، وترشيد الاستهلاك، بحيث يكون لكل شيء ثمنه“.