ليبيا الان

درناوي يصفُ لوكالتنا فاجعة درنة بالطامة | الجزء الأخير

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

وثّقنا على مدار 6 أجزاء متكاملة، ماذا حدث مع المواطن مروان، عبد الله بن زابية الذي غادر مدينة درنة إلى مدينة بنغازي بعد الكارثة، آخذًا معه ما تبقى من عائلته المكوّنة من خمسة أفراد، بدءًا من تفجر السيل الغاضب وسطوه على فرحة المنازل وأفرادها الساكنين النائمين بسلامٍ، مرورًا بتحويله مدينة درنة الزاهرة إلى مدينة منكوبة، غطاها الطمي وبقايا الأشجار والأحجار والسيارات بل وحتى الجثث.. ليأخذ معه السيل كل ما في طريقه، كل ما استطاع حمله، وصولاً إلى اللحظة التي أدرك فيها مروان أن الكارثة لا تقتصر على منزله الصغير، بل اقتلع السيل مئات لا بل آلاف المنازل، وعند إذن… أدرك مروان أن الكارثة ليست كارثة، بل إنها طامة مثلما وصفها في الجزء الأول…

وقبل أن نذخل في تفاصيل الجزء السابع والأخير من حكاية مروان، نأخذكم عبر عدة سطورٍ لاستذكار ما حدث في الجزء السابق.

لقد أغرقت السيول الجامحة منزل مروان، وأطاحت بزوجته وابنته الكُبرى حليمة، بعد أن تمكن من إنقاذ ثلاثة من بناته، قائلاً: بعدما قمت بإنقاذ بناتي، تقرر نقلهن إلى مجمع (شيحا) لإجلاء العائلات المتضررة، وفي طريقنا إلى هناك، وثقت أعيننا هول المشاهد، جُثث بالمئات متكدسة على الطرقات التي أغرقها الطميّ.. في ظل تساؤل أوحد يفرض نفسه على الموقف.. أين سندفن الجثث؟ وكيف؟

كما سأل مراسلنا مروان سؤال كان فحواه: «فرضًا لو أن الكارثة حدثت وكانت مدينة درنة تحت قبضة تنظيم داعش الإرهابي ما وقع هذا المأزق على الدراونة والليبيين والمجتمع الدولي الدي ينوي المساعدة»

ليجيب مروان..كانت ستكون الكارثة أكبر وأكثر فداحة، «لو كان داعش في درنة معناها الأطقم الطبية وفرق الانقاذ الدولية مش حتقدر تجيك مش حتقدر تقدملك المساعدة»

وفي الجزء السابع والأخير ننهي ما بدأناهُ مع مروان بن زابية، ونختتم آخر حروف قصته…

يسأل مراسلنا: خطوات جبر الضرر التي قامت بها القيادة العامة للجيش الوطني والحكومة الليبية هل وصلت إلى مستحقيها؟

يجاوب مروان: لجان حصر الضرر قامت بحصر الأفراد المتضررين والمنازل المتضررة، وقامت بتسليم الصكوك للمتضررين، وبالفعل، جاءت اللجنة إلى منزلي وأجرت دراسة ميدانية قيمت من خلالها حجّم الخسائر، وها أنا ذا في إنتظار التعويض، و«عشان نكون منصف، دولة الإمارات قدمتلنا تعازي عبارة عن مبلغ مالي»

يُكمل مروان بقية الحكاية.. عندما وصلت إلى مدينة بنغازي وجدت من مدّ لي يد العون وقدم المساعدات بدءًا من المنزل المؤجر سلفًا وصولا للمساعدات العينية والمادية، المقدمة من جمعية الهلال الأحمر والكشافة والمرشدات وعدد من المنظمات الدولية ناهيك عن هيئة الإغاثة التي قدمت لي المساعدات كتموين غدائي، فضلاً عن مساعدات تُجار وأهالي مدينة بنغازي.

يُكمل.. بعد مرور 111 يومًا -خلال تصويرنا معه في وقت سابق- «فقد الدعم المعنوي والمدي زخمه.. التعاطف الأول كان زخم وكبير، بس توا تضاءل وشبه اختفى.. هذا غير وعود وزارة الشؤون الاجتماعية الدي ضلت مجرد حبر على ورق.. وحاليًا مافيش أي دعم بتاتًا» على حد تعبيره.

يقول مروان: بعيدًا عن الطعن.. «نحن معندنش كوادر ولا خبرات ولا طواقم.. مافيش قدرة» على حد تعبيره.

يُكمل حديثه «الناس تستحى في الموضوع هذا عشان نظرة المجتمع» وأودف بالقول: أنا حاولت وتواصلت مع عدة مراكز وقمت بحصور ورشات عمل ومحاضرات، فضلاً عن تنسيقي مع أحدى المرشدات النفسيات والتي بدورها زارت بناتي وتعرفت على وضعهن، الذي أكدت لي بأنه مُطمئن، كما قدمت لي النصح والإرشاد، واقترحت أن يتم استبعادهن عن درنة لوقت طويل حتى لا نُحيي ونشحن الذكريات المؤلمة.. ويؤكد مروان.. «هذي خطوة مني أنا.. مشيت وسألت، ما حد قالي» وفق قوله.

يختتم السيد مروان حديثه لوكالتنا قائلاً: «علينا أن نؤمن إيمانًا كاملاً بأننا غير قادرين على إدارة الأزمة والسيطرة على أبعادها وانعكاساتها، ووجب الاستعانة بالأطراف الدولية ذات الخبرة والتجربة والمعرفة»

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24