أخبار ليبيا 24
شهدت القاهرة الأسبوع الماضي اجتماعاً بارزاً بين رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، مما أثار تساؤلات حول أبعاده السياسية والاقتصادية. تعددت الآراء بين من يرون فيه محاولة لتدشين تحالف سياسي ومالي ضد عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، وبين من يعتبرونه اجتماعاً تنسيقياً حول القضايا الاقتصادية.
السياق السياسي والاقتصادي
يأتي الاجتماع في وقت حرج بالنسبة لليبيا، التي تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية متشابكة. رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، كان قد أبدى منذ فترة طويلة اهتماماً بتحقيق استقرار اقتصادي من خلال تشريعات مالية جديدة. بينما الصديق الكبير، المعروف بنهجه الصارم في إدارة المصرف المركزي، يسعى لتحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي في البلاد.
آراء متباينة
شلبي ينفي تحالف الاجتماع ضد الدبيبة
أبو صلاح شلبي، عضو مجلس النواب، أشار إلى أن الاجتماع يهدف إلى مناقشة قوانين وقرارات تتعلق بالوضع الاقتصادي والمصرفي في البلاد، نافياً أن يكون الهدف من الاجتماع تشكيل تحالف ضد الدبيبة. وأوضح شلبي في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن الاجتماع جاء بعد زيارة الدبيبة للقاهرة، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه رد فعل على تلك الزيارة.
امطيريد: اجتماع صالح والكبير يهدف لإزاحة الدبيبة
على النقيض، يرى المحلل السياسي، محمد امطيريد، أن الاجتماع يخفي تحالفاً سياسياً يهدف إلى إزاحة الدبيبة أو على الأقل تضييق الخناق على حكومته. وأشار امطيريد في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” إلى أن العلاقة المتوترة بين الدبيبة وصالح، التي تمتد لعدة سنوات، تعزز من هذا الرأي.
التوترات بين حكومة الدبيبة والمصرف المركزي تتفاقم
تعود جذور التوترات بين الصديق الكبير والدبيبة إلى الاختلافات في إدارة الموارد المالية للبلاد. الكبير انتقد إنفاق حكومة الدبيبة بشكل غير مدروس، مما أدى إلى تفاقم الخلافات بينهما. هذا الانتقاد يعكس الصراع المستمر بين الطرفين حول كيفية إدارة الاقتصاد الليبي.
فرض الضريبة على العملات الأجنبية
أحد أبرز نقاط الخلاف هو مقترح الكبير بفرض ضريبة بقيمة 27% على مشتريات العملات الأجنبية، الذي أُعلن عنه في فبراير الماضي. هذا المقترح قوبل بانتقادات حادة من الدبيبة ونخب سياسية واقتصادية، إلا أن صالح دعم هذا المقترح، مما يعزز من فكرة وجود توافق بين صالح والكبير على حساب الدبيبة.
مستقبل التحالفات السياسية
رغم التوقعات بأن التحالف بين صالح والكبير قد لا يستمر لفترة طويلة، إلا أن هذا الاجتماع قد يشير إلى إعادة تشكيل للخارطة السياسية في ليبيا. يعتمد مستقبل هذا التحالف على مدى قدرتهما على تحقيق أهدافهما المشتركة وتجاوز العقبات السياسية والاقتصادية.
وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه ليبيا، يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة القيادات الليبية على تجاوز خلافاتهم والعمل سوياً لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. اجتماع القاهرة قد يكون خطوة نحو هذا الهدف، لكنه أيضاً قد يكون مجرد محطة في مسار طويل من الصراعات والتحالفات المؤقتة.