أخبار ليبيا 24
في خضم الصراعات السياسية التي تعصف بليبيا منذ سنوات، تظل آمال التوصل إلى حل سياسي دائم بمثابة سراب يتجدد بوعود جديدة في كل مرة، وبهذا الصدد يأتي حديث سعد بن شرادة، عضو مجلس الدولة، ليعيد تسليط الضوء على تعقيدات المشهد السياسي الليبي وتحدياته.
بن شرادة: لا خطوات حقيقية نحو الانتخابات رغم استئناف التشاور
فرغم توقّع بن شرادة في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”، لاحتمال عودة المشاورات بين عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة، إلا أنه استبعد بشكل قاطع أن يُسفر هذا عن أي خطوات حقيقية باتجاه تشكيل حكومة موحدة أو إجراء الانتخابات المنتظرة.
بن شرادة: تكالة يعبر عن رفضه لنهج صالح عبر تعليق التواصل المتكرر بين المجلسين
يبدو أن بن شرادة يدرك جليًا طبيعة العلاقات المتوترة بين المجلسين، والتي لم تفضِ إلى أي حل ملموس على مدار السنوات الماضية. فتكالة، وفقًا لبن شرادة، اتخذ موقفًا حازمًا برفضه لنهج وسلوك صالح، مما أدى إلى تعليق التواصل بين المجلسين بشكل متكرر. وعلى الرغم من استئناف المشاورات بعد كل جولة من الخلافات، إلا أن هذه المحاولات لم تُحقق أي تقدم حقيقي نحو حل الأزمة السياسية العميقة التي تعاني منها البلاد.
في خطوة لافتة، وجّه تكالة خطابًا لصالح فور إقرار الموازنة العامة، أعلن فيه رفضه التام لهذا الإجراء، معتبرًا أن البرلمان لم يلتزم بإحالة مشروع قانون الموازنة إلى المجلس الأعلى للدولة لإبداء الرأي الملزم بشأنه. هذا التحرك من تكالة يعكس عمق الخلافات وتباين الرؤى بين الجانبين، وهو ما يقلل من احتمالية التوصل إلى توافق قريب.
قلّل بن شرادة من تأثير اعتذار تكالة عن الاجتماع الثلاثي في القاهرة
وعلى الرغم من هذه المعوقات، قلّل بن شرادة من تأثير اعتذار تكالة عن المشاركة في الاجتماع الثلاثي بالقاهرة برعاية جامعة الدول العربية، الذي كان من المفترض أن يجمعه مع صالح ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي. فقد أشار بن شرادة إلى أن الجولة الأولى من هذه الاجتماعات، التي انعقدت في مارس الماضي، لم تسفر عن تنفيذ أي من البنود المتفق عليها، مما يعكس عدم جدوى مثل هذه الاجتماعات في ظل الأوضاع الحالية.
التعويل على القوى الوطنية لتسريع تشكيل حكومة موحدة بعيدًا عن التدخل الأجنبي
في المقابل، يضع بن شرادة ثقته في مسار لقاءات القوى الوطنية من أعضاء المجلسين، الذين سبق أن اجتمعوا في تونس نهاية فبراير الماضي. فهو يرى أن هؤلاء الأعضاء قد يكونون الأمل الحقيقي لتسريع الجهود نحو تشكيل سلطة تنفيذية جديدة موحدة، تستفيد من توحيد الميزانية وتحييد التدخل الأجنبي، بما يسهل مهمة تشكيل حكومة جديدة موحدة للبلاد، ويبعد شبح التقسيم الذي يهدد ليبيا.
وفي هذا السياق، يعتبر بن شرادة أن الهدف الراهن لهذه المجموعة هو السعي الحثيث لتحييد التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد المشهد السياسي الليبي. فبتحييد هذه التدخلات، يمكن للقوى الوطنية أن تعمل بشكل أكثر فاعلية على تشكيل حكومة جديدة موحدة، تعمل على إعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد.
يبقى المشهد السياسي الليبي غامضًا ومعقدًا، يتجاذبه أطراف متعددة ومصالح متضاربة، بينما الشعب الليبي ينتظر بفارغ الصبر حلولًا حقيقية تُنهي معاناته وتعيد له الأمل في مستقبل أفضل. في ظل هذه الظروف، تظل التصريحات والتحركات السياسية موضع متابعة وترقب، حيث يأمل الجميع في أن تفضي هذه الجهود إلى حل ينهي الأزمة ويفتح صفحة جديدة في تاريخ ليبيا الحديث.