أخبار ليبيا 24
الكفرة: أزمة اللاجئين السودانيين تتفاقم وسط تجاهل دولي
في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين إلى بلدية الكفرة، حيث كشف عميد البلدية عبد الرحمن عقوب في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”، كشف عن حجم التحديات التي تواجه البلدية في ظل تدفق اللاجئين من السودان، خاصة بعد اندلاع المعارك في دارفور.
ارتفاع يومي في عدد اللاجئين السودانيين بـ الكفرة يزيد من تحديات البلدية.
“لدينا من 45 إلى 50 ألف لاجئ سوداني في بلدية الكفرة، موزعين على 51 موقعًا. يدخل إلى الكفرة بشكل يومي نحو ألف أو 1200 سوداني”، يصرح عقوب وهو يجلس في مكتبه المثقل بالملفات. اللاجئون يتوافدون بشكل مستمر، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية الضعيفة للمدينة. الوضع يزداد سوءًا كل يوم، حيث يتقدم نحو ألفين أو 2500 شخص لاستخراج شهادات صحية يوميًا، ولكن الإمكانيات المتاحة لا تكفي لتلبية هذه الاحتياجات.
الكفرة تواجه كارثة بيئية وصحية بسبب عدم وجود صرف صحي مناسب للاجئين
تعتبر الكفرة من المناطق الصحراوية القاحلة، ومع ذلك فإنها تتحمل عبء تدفق اللاجئين بمفردها. “يخرج يوميًا من الكفرة لباقي البلديات الليبية من 600 إلى 700 شخص، حيث يتم التواصل مع مكاتب النقل لتنفيذ هذه العمليات”، يضيف عقوب بنبرة تحاكي الصبر والأمل في آن واحد. هذه العملية تساعد في تخفيف الضغط على الكفرة بشكل مؤقت، لكنها لا تقدم حلاً دائمًا للأزمة المستفحلة.
عبد الرحمن عقوب: لدينا 45-50 ألف لاجئ سوداني بالكفرة موزعين على 51 موقع. يوميًا يدخل نحو 1200 سوداني ويطلب 2500 شهادة صحية. نعيش كارثة بيئية وصحية.
“نعيش في الكفرة كارثة بيئية بمعنى الكلمة، والصرف الصحي كارثي، ولاحظنا انتشار أمراض مثل الجرب بدرجة كبيرة بين اللاجئين، وغيرها من الأمراض الجلدية الصيفية”، يواصل عقوب وصف الواقع المأساوي. اللاجئون يضطرون للسكن في مزارع خالية من أي بنية تحتية للصرف الصحي، مما يزيد من تفاقم الأزمة البيئية والصحية.
الكفرة تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لإصدار الشهادات الصحية للاجئين السودانيين
ورغم هذه الظروف القاسية، يسعى عقوب وفريقه للسيطرة على الوضع الصحي. “لم نسجل حتى الآن أي حالات وفاة غير طبيعية، ونحاول السيطرة على الوضع الصحي، رغم قلة الإمكانيات”، يوضح عقوب بنبرة تحدٍ وإصرار. ولكن، مع كل الجهود المبذولة، تبقى المشكلة الأساسية قائمة: “لم نستلم في البلدية أي تمويل يذكر لمعالجة الوضع، وهذا الوضع يجب ان يشارك فيه الجميع حتى الأمم المتحدة”.
عميد الكفرة: الوضع في الخريف سيكون أكثر سوءًا مع تزايد تدفق اللاجئين
القلق الأكبر يسيطر على الأفق، حيث يتوقع عقوب أن تتفاقم الأزمة بعد انتهاء فصل الصيف. “الأزمة الأكبر ستحدث بعد انتهاء فصل الصيف حيث يصعب التنقل حاليًا للسودانيين من حيث القدوم للكفرة في الصحراء، لكن في الخريف سيكون هناك الآلاف منهم بالبلدية”، يحذر عقوب، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك قبل فوات الأوان.
ختامًا، يتضح أن بلدية الكفرة تواجه تحديات كبيرة في ظل تدفق اللاجئين السودانيين. هذه الأزمة الإنسانية تتطلب تدخلًا دوليًا فوريًا لدعم البلدية وتوفير الإمكانيات اللازمة لمعالجة الوضع الصحي والبيئي. ويبقى الأمل معقودًا على استجابة المجتمع الدولي لمناشدة عقوب، حتى تتمكن الكفرة من تجاوز هذه المحنة الإنسانية.