ليبيا الان

اشتباكات عنيفة في الزاوية: دعوات لوقف النزاع وإخراج العالقين

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في مدينة الزاوية اندلعت اشتباكات مسلحة مفاجئة بين مجموعات متناحرة، تسببت في حالة من الذعر والفوضى بين السكان. شارع الخرطوم وكوبري بئر الغنم، اللذان كانا يعجان بالحياة اليومية، تحولا إلى ساحة معركة لم تعرف الرحمة، حيث تبادل إطلاق النار بشكل عشوائي، مما أوقع العديد من الضحايا بين صفوف المدنيين.

ومع تصاعد حدة الاشتباكات، دقت أجراس الإنذار في كل أرجاء الزاوية، إذ خرج السكان إلى الشوارع يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار. كانت المناشدات تتوالى من كل حدب وصوب، مطالبين بإخراج العائلات العالقة بين نيران الصراع. وفي هذا السياق، طالب الهلال الأحمر فرع الزاوية بوقف النزاع المسلح فوراً، والسماح بفسحة من الزمن لإجلاء العائلات التي تقبع في جحيم الاشتباكات.

لم يكن الهلال الأحمر وحده من أطلق هذه الدعوات، بل جاءت نداءات مشابهة من جهاز الإسعاف والطوارئ الذي حذر المواطنين من المرور عبر الطرق المؤدية إلى مناطق النزاع. الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، صرح لشبكة لام بأنهم يبذلون جهودًا جبارة بالتعاون مع فروع الهلال الأحمر والإسعاف الأخرى في محاولة لفتح ممرات آمنة لإخراج العالقين، إلا أن هذه الجهود قوبلت بعدم استجابة الأطراف المتنازعة.

 

وفي مشهد مؤثر، خرجت مواطنة من الزاوية تناشد الجميع بالتدخل لحماية السكان، حيث كانت الأماكن المجاورة لمنزلها تحت وابل من النيران، مما يعرض حياتهم للخطر. وفي هذه الأثناء، استمرت فرق الإسعاف والطوارئ في محاولاتها البطولية رغم الصعوبات والتحديات، حيث لم تكن الأطقم الطبية وفرق الطوارئ بمعزل عن الخطر، بل كانت هي الأخرى مستهدفة بنيران النزاع.

لم يكن هناك بصيص أمل في الأفق إلا حينما أعلن مدير فرع الهلال الأحمر بالزاوية، علي حنيش، عن بدء إخراج العائلات العالقة. وأكد حنيش أن هذا الإنجاز جاء بوساطة مشايخ وأعيان المدينة الذين تدخلوا لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى هدنة مؤقتة. وبالفعل، نجحت فرق الهلال الأحمر في إخلاء 40 عائلة بسلام من مناطق الاشتباكات، وكانت هذه الخطوة بمثابة بارقة أمل وسط الظلام الدامس الذي خيم على المدينة.

 

في ظل هذا الواقع المرير، يظل السؤال الأهم: إلى متى ستظل مدينة الزاوية وأهلها رهينة للنزاعات المسلحة؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل لوقف هذا النزيف المستمر؟ فالأحداث التي شهدتها الزاوية ليست إلا جزءًا من مشهد أكبر يعكس الفوضى وعدم الاستقرار الذي يعاني منه العديد من المناطق في ليبيا.

وختامًا، تبقى قصة الزاوية شاهدًا حيًا على معاناة المدنيين الأبرياء الذين يجدون أنفسهم دائمًا ضحية لصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتظل الجهود الإنسانية محط الأمل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وممتلكات في خضم هذا الجحيم الذي لا ينتهي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24