في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية تتجاوز الأربعين درجة مئوية، تقف العاصمة الليبية طرابلس على شفا الانفجار مرة أخرى. فيما ينعم العالم بإجازاته الصيفية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، تُحيل الميليشيات المسلحة طرابلس، عروس المتوسط، إلى ساحة قتال دامية، محولة حياة سكانها إلى جحيم لا يطاق.
ميليشيات تحت الشمس الحارقة
تقول الباحثة في شؤون الأمن والهجرة، د. ريم البركي، إن سكان طرابلس يعانون من وطأة النزاعات المسلحة التي لا تنتهي، بينما يستمتع العالم بإجازاته. ترى البركي أن هذه النزاعات لا تعكس فقط صراعاً على السلطة والنفوذ، بل تُظهر أيضاً عمق الأزمة الإنسانية والفوضى التي يعاني منها الليبيون، الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين نيران الميليشيات وصمت المجتمع الدولي.
تأمين الحدود الجنوبية الغربية
في مواجهة هذه الأوضاع المتدهورة، تتجه قوات الجيش الليبي نحو الجنوب الغربي لتأمين الحدود مع الجزائر، وذلك بعد أحداث مالي الأخيرة وفرار عدد من المطلوبين من جماعات إرهابية عبر الصحراء الجزائرية. وتؤكد د. ريم البركي في عدة منشورات عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدتها “أخبار ليبيا 24” تؤكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرص على منع تسلل الإرهابيين إلى الأراضي الليبية، خاصة في ظل عدم وجود تعاون حقيقي من قبل حكومة الدبيبة ومجلس الدولة، اللذين تدور حولهما الشكوك بشأن تورطهما في دعم الجماعات المتطرفة.
حفتر والدبيبة: طرفا النزاع
تضيف البركي أن القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لا يسعى إلى إشعال فتيل الحرب في البلاد، على عكس ما يحاول عبدالحميد الدبيبة تصويره. بالنسبة لها، الدبيبة هو المستفيد الوحيد من استمرار حالة الفوضى، حيث يسعى إلى البقاء في السلطة بأي ثمن، حتى ولو كان ذلك على حساب دماء الليبيين.
الدور الدولي بين المعرفة والصمت
تختتم البركي حديثها بالإشارة إلى أن أوروبا والولايات المتحدة على علم تام بحقيقة تحركات الجيش الليبي ودور حكومة الدبيبة في تأجيج الأوضاع الأمنية. لكنها تتساءل: هل ستسمح أوروبا بتكرار مشهد ذبح الأقباط على شواطئها مرة أخرى؟ وتؤكد أن تأمين الحدود الليبية مع الجزائر أمر حيوي لمنع تسلل الإرهابيين الذين قد يشكلون تهديداً حقيقياً للمنطقة بأسرها.