تجددت التحذيرات الدولية حول الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، معبّرة عن قلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع اشتباكات محتملة وحشد للقوات. وفي ظل هذا السياق المتوتر، انضمت السفارة الأمريكية إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لتؤكد على ضرورة التهدئة العاجلة وتجنب العنف. يُعد الوضع في طرابلس هشًّا إلى درجة أن أي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى نتائج كارثية، ليس فقط على المستوى الأمني، بل أيضًا على مستوى استقرار البلاد ووضعها الدولي.
وأكدت السفارة الأمريكية في ليبيا أن محاولة حل الأزمة المتعلقة بمصرف ليبيا المركزي، المركزي بالقوة ليس حلاً مقبولًا. مثل هذه المحاولات، بحسب تعبير السفارة، من شأنها أن تعرض سلامة هذه المؤسسة الحيوية للخطر، بل وقد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد بأكملها. وتشير التحذيرات الأمريكية إلى التأثيرات الخطيرة المحتملة على موقف ليبيا في النظام المالي الدولي، مما يعكس حجم التحديات التي قد تنجم عن تصعيد الأوضاع.
من جانبها، تعمل البعثة الأممية بنشاط مع جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وقد أعربت البعثة عن قلقها البالغ إزاء الحشد العسكري في طرابلس، محذرة من التهديد باستخدام القوة لحل الخلافات. وأكدت البعثة أن استعراض القوة العسكرية والمواجهات المسلحة في الأحياء المكتظة بالسكان أمر غير مقبول، لأنه يهدد حياة المدنيين ويقوض إمكانية التوصل إلى حلول سياسية.
في ظل الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوترات، دعت الأمم المتحدة جميع الجهات الفاعلة إلى الانخراط في حوار جاد وشامل يضم كافة أصحاب المصلحة. ويعد هذا الحوار، وفقاً لرؤية الأمم المتحدة، السبيل الوحيد للوصول إلى توزيع عادل للثروة وحل القضايا العالقة. يعكس هذا الموقف الدولي أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية كوسيلة لتفادي الانزلاق نحو مواجهات دامية قد تعيد البلاد إلى مربع العنف والفوضى.
يتواصل الاهتمام الدولي بأوضاع ليبيا وسط تطلعات لتحقيق استقرار دائم في هذا البلد الذي يعاني منذ سنوات من الانقسامات والصراعات. ويبدو أن الجهود الدولية، بفضل التنسيق مع الأطراف الليبية، تحاول الوصول إلى تفاهمات تضمن استقرار المؤسسات السيادية، وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي. ومن هنا، تبقى الدعوة إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار مسألة ضرورية لتحقيق مستقبل أفضل لليبيا وشعبها.
