قال جاب الله الشيباني، عضو مجلس النواب، إن مصرف ليبيا المركزي بات أداة في يد القوى الغربية، مشددًا على أن بريطانيا وأميركا تتحكمان بشكل مباشر في قراراته وتوجهاته. ولم يتردد الشيباني في إلقاء اللوم على هذه القوى، قائلاً: “بكل صراحة، مفتاح المصرف المركزي في يد بريطانيا وأميركا.”
واستعرض الشيباني في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24” أن سلسلة من الأحداث التي تؤكد، بحسب رأيه، التدخل الخارجي في الشؤون الليبية، وخاصة فيما يتعلق بإدارة المصرف المركزي. فقد أشار إلى أن محمد الشكري، الذي تم التوافق عليه بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة عام 2018 لتولي منصب محافظ المصرف المركزي، لم يتولَّ منصبه بل انسحب من المشهد في صمت مريب دون أدنى محاولة منه لممارسة عمله.
هذا الصمت والانسحاب، كما يراه الشيباني، لم يكن بمحض إرادة الشكري، بل كان نتيجة لضغوط خارجية واضحة من قِبَل القوى الكبرى التي ترغب في الحفاظ على الوضع الراهن بما يخدم مصالحها. وأوضح الشيباني أن استمرار الصديق الكبير في منصبه كمحافظ للبنك المركزي، رغم انتهاء فترة ولايته ورغم قرار إقالته، ما هو إلا دليل آخر على هيمنة هذه القوى الغربية، لا سيما وأن الكبير معروف بدعمه لحكومة الوحدة الوطنية التي سُحبت منها الثقة.
وفي هذا السياق، اتهم الشيباني أميركا وبريطانيا باستغلال حالة الفوضى والانقسام التي تعيشها ليبيا لتحقيق أهدافهما الاستراتيجية، مستندين في ذلك إلى قرارات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأشار إلى أن هذه القوى تستغل الوضع الراهن في ليبيا كوسيلة للتحكم والسيطرة على مقدرات البلاد، مضيفًا أن “تحركات أميركا تدار بالريموت كنترول، كعادتها كإمبراطورية مهيمنة على العالم، تثير الصراعات الخفيفة، توجهها وتسيطر عليها استراتيجياً.”
واستطرد الشيباني قائلاً: “عموماً، لن يكون هناك حرب في طرابلس بدون موافقة العم سام”، مشيرًا إلى أن أميركا تمسك بزمام الأمور وتتحكم في خيوط اللعبة السياسية والعسكرية في ليبيا، وأن أي تصعيد عسكري في طرابلس أو غيرها من المناطق لن يتم دون موافقتها أو إشرافها.
يؤكد الشيباني أن أميركا لا تسعى فقط للهيمنة على المصرف المركزي الليبي، بل أيضاً تستخدم نفوذها للسيطرة على مجمل المشهد السياسي والعسكري في البلاد. “الأمر لا يقتصر على المصرف المركزي”، يقول الشيباني، “بل يمتد ليشمل كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية في ليبيا.” ويرى الشيباني أن هذا التحكم الأميركي يأتي في إطار استراتيجيتها الأوسع للسيطرة على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باستخدام سياسة “الصراعات الخفيفة” التي يمكن توجيهها والسيطرة عليها وفقاً لمصالحها.
فيما يتعلق بالوضع الأمني في طرابلس، يؤكد الشيباني أنه لا يمكن الحديث عن أي تصعيد عسكري في العاصمة دون إشارة واضحة من الولايات المتحدة. “أميركا هي من تتحكم في الأرتال العسكرية وتحركاتها”، يقول الشيباني، مشيراً إلى أن أي تحرك عسكري يتم برعاية وإشراف أميركي لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المطلوبة. كما أضاف أن هذا الدور الأميركي الخفي والظاهر يأتي في سياق سياسة أوسع لإدارة الصراعات في المنطقة بما يحقق مصالحها الاستراتيجية.
عاد الشكري إلى الواجهة مجددًا في الفترة الأخيرة، إلا أنه رفض تولي منصب محافظ المصرف المركزي للمرة الثانية، وهو ما يراه الشيباني إشارة واضحة إلى استمرار الضغوط الخارجية. “رفض الشكري استلام العمل كمحافظ هذه المرة يؤكد أن الأمور ليست بيد الليبيين”، يقول الشيباني، مشددًا على أن القوى الخارجية، وعلى رأسها أميركا وبريطانيا، هي من تحرك خيوط اللعبة.
يشير الشيباني إلى أن استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كان أحد الأدوات التي لجأت إليها القوى الغربية لإحكام قبضتها على ليبيا. “الفوضى الحالية ليست عشوائية، بل هي جزء من خطة مدروسة لاستمرار السيطرة الغربية”، يضيف الشيباني، موضحاً أن هذه الفوضى تتيح للقوى الغربية تنفيذ أجنداتها دون أي معوقات داخلية.
في ختام حديثه، دعا الشيباني إلى استعادة السيادة الليبية ورفض أي تدخلات خارجية تؤثر على القرار الوطني. “علينا أن نكون على وعي تام بما يجري حولنا”، يقول الشيباني، مشدداً على أن الحل يكمن في توحيد الصفوف والعمل معاً لاستعادة سيادة الدولة وتحقيق الاستقرار.
ويختم الشيباني قائلاً: “لن نسمح بأن تكون ليبيا أداة في يد القوى الخارجية، وسنواصل النضال حتى نحقق السيادة الكاملة على أرضنا ومقدراتنا.” هذه الكلمات تعكس إصراراً على مواجهة التحديات الخارجية والعمل من أجل مستقبل أفضل لليبيا.