وفاة أربعة مهاجرين بحادث انقلاب في منطقة العوينات بالكفرة
في منطقة نائية جنوب مدينة الكفرة، وقعت حادثة مأساوية إثر انقلاب سيارة تقل مهاجرين غير شرعيين من السودان وليبيا. أسفرت الحادثة عن وفاة أربعة أشخاص بينهم مواطن ليبي وثلاثة سودانيين، بينما أُصيب أربعة آخرون بجروح بالغة وكسور استدعت نقلهم إلى مستشفى الكفرة. وقد أكّد مدير جهاز الإسعاف والطوارئ في المدينة، إبراهيم بالحسن، أن عملية نقل الضحايا والمصابين استغرقت ما يقارب سبع ساعات، في ظل تحديات ضخمة تواجه الجهاز نظراً لقلة الإمكانيات المتاحة.
تحدث “بالحسن” عن الظروف الصعبة التي يعمل فيها جهاز الإسعاف والطوارئ، حيث يعاني نقصاً في سيارات الإسعاف والدفع الرباعي، التي تُعتبر ضرورية للعمل في المناطق الصحراوية الوعرة. وأشار إلى أن الجهاز تمكن من إنقاذ 160 شخصاً في الثلاثة أشهر الأخيرة، جميعهم من النازحين، بينهم نساء وأطفال، ونجح في انتشال 12 جثة لمهاجرين غير شرعيين لقوا مصرعهم نتيجة حوادث السير، بعضها كانت ناتجة عن احتراق السيارات في عمق الصحراء.
تُعد الصحراء الكبرى منفذاً رئيسياً للمهاجرين من الدول الإفريقية كالسودان والصومال وإثيوبيا وإريتريا. هؤلاء المهاجرون، الذين يسعون للوصول إلى شمال أفريقيا، غالباً ما يضطرون للمرور عبر الصحراء القاحلة، حيث يواجهون مخاطر كبيرة مثل العطش، الجوع، والحوادث المرورية القاتلة.
معاناة مستمرة ونقص في المعدات
أوضح بالحسن في تصريحاته أن الجهاز يعاني من نقص في سيارات الإسعاف المناسبة، خصوصاً تلك التي تُستخدم في المناطق الصحراوية النائية، مما يُعيق قدرة الطواقم على الاستجابة الفورية للحوادث، التي باتت تتكرر بشكل شبه يومي. وأكد على الحاجة الماسة إلى مزيد من سيارات الدفع الرباعي والمعدات الطبية المتقدمة التي يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في إنقاذ الأرواح. كما ناشد الحكومة الليبية والجهات الدولية لتقديم الدعم اللازم لمواجهة هذه الكوارث الإنسانية المستمرة في الصحراء.
ورغم الصعوبات، يواصل جهاز الإسعاف والطوارئ بالكفرة عمله بلا توقف، متحدياً قلة الإمكانيات وظروف العمل القاسية، مؤمناً بواجبه الإنساني في إنقاذ الأرواح، حيث يتعامل مع حالات خطيرة جداً وسط بيئة صحراوية صعبة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.