ليبيا الان

الأمطار الغزيرة في سبها تتسبب في انهيار المنازل وغرق المرافق

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

شهدت مدينة سبها  كارثة طبيعية هزّت أركانها، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة في أضرار واسعة طالت المرافق الحيوية والمنازل، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية جسيمة. في غضون ساعات، تحولت شوارع المدينة إلى أنهار جارية، والمنازل إلى ركام بفعل السيول التي لم تستطع المدينة الهشة البنية التحتية تحملها.

من أبرز المرافق التي تأثرت بالأمطار الغزيرة كان مطار سبها الدولي، الذي شهد غرق صالة الركاب بالكامل. لم تكن هذه الفاجعة الأولى التي تلم بالمطار، ولكنها الأكثر تأثيرًا، حيث توقفت حركة الطيران تمامًا، واضطر المسافرون إلى مغادرة المطار بعد أن غمرت المياه أروقته.

وفي الجانب الصحي، تعرض مستشفى سبها الطبي لانهيار جزئي، مما زاد من مأساة الأهالي، خاصة مع توافد المصابين جراء انهيار منازلهم. أعلن المركز الطبي في سبها عن استقبال عشرات المصابين، بينهم حالات خطيرة نتيجة سقوط الأسقف على رؤوسهم. وفاة شخصين بسبب صعقة كهربائية زادت من حجم الكارثة، حيث لم تكن شبكات الكهرباء مهيأة لتحمل مثل هذه الظروف الجوية.

محمد كريم، الناطق باسم شركة المياه والصرف الصحي، أعلن بكل وضوح أن المدينة تفتقر لمنظومة تصريف مياه الأمطار. ومع ازدياد غزارة الأمطار وتحرك الأودية في منطقة أم الأرانب وغدوة، زادت الأوضاع سوءًا. رغم الجهود المستمرة لتشغيل محطات الضخ الرئيسية مثل محطة “المهدية” ومحطة “رافع عبد الكافي”، لم يكن ذلك كافيًا لإنقاذ المدينة من شلل كامل.

حتى اللحظة، تعمل فرق الصرف الصحي على شفط المياه من الشوارع باستخدام مضخات مجرورة وصهاريج، إلا أن نقص المعدات وقلة الموارد البشرية يجعل من هذه الجهود تحديًا كبيرًا. من جانب آخر، أُرسلت فرق مساعدة من مدينة أوباري إلى سبها للمساندة، لكن التأثير الكبير للأمطار في الجنوب الغربي زاد من تعقيد الموقف.

أكد عميد بلدية سبها، بالحاج علي، أن الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار نحو 200 منزل في المدينة، مشيرًا إلى أن الأضرار الأكبر وقعت في أحياء المهدية والشارع الواسع، حيث غمرت المياه المنازل بالكامل. المدارس تحولت إلى ملاجئ مؤقتة للعائلات التي فقدت منازلها، مع تجهيز السلطات المحلية لهذه المرافق لإيواء النازحين.

العدد الإجمالي للإصابات تجاوز 39 حالة، بينهم 21 إصابة بسبب سقوط المنازل على رؤوس السكان، ووفاة شخصين بسبب الصعق الكهربائي. وبينما تستمر الجهود المحلية في إنقاذ المصابين وتقديم الرعاية الطبية لهم، يظل الوضع الصحي في مركز سبها الطبي مقلقًا، خاصة مع تضرر المستشفى بسبب الأمطار.

عضو مجلس النواب عن سبها، أحمد الشارف، طالب الحكومة الليبية بسرعة التحرك وتقديم الدعم اللازم للمدينة المتضررة. وقد أشار الشارف إلى ضرورة نقل الحالات الخطيرة إلى مستشفيات بنغازي أو حتى خارج البلاد، نظرًا لتدهور الوضع الصحي في سبها.

كما دعا إلى إرسال سيارات شفط المياه إلى المناطق المتضررة، حيث تغمر المياه الشوارع وتعيق الحركة تمامًا. وفي ظل عدم قدرة المناطق الجنوبية المجاورة على تقديم الدعم بسبب تأثرها هي الأخرى بالأمطار الغزيرة، تبقى سبها معزولة في مواجهة هذه الكارثة المناخية.

فيما تستمر الأجواء الماطرة، أصدر الناطق باسم المركز الوطني للأرصاد الجوية، محيي الدين رمضان، تحذيرًا بشأن جريان الأودية والسيول في مناطق الجنوب الغربي. توقعات الأرصاد تشير إلى استمرار هطول الأمطار في سبها والمناطق المحيطة، بما في ذلك منطقة القطرون، الويغ، تيجرهي، وسلسلة جبال أكاكوس. هذه الأمطار قد تزيد من تدهور الأوضاع وتعرّض المزيد من المنازل والمرافق العامة للخطر.

تأتي هذه التحذيرات وسط جهود مستمرة من السلطات المحلية لتوعية السكان بضرورة توخي الحذر، والابتعاد عن مجاري السيول والمستنقعات التي تكوّنت في الشوارع. ومع تحذيرات الأرصاد من احتمال ارتفاع منسوب المياه بشكل أكبر، يُتوقع أن يظل الوضع في سبها حرجًا خلال الأيام القادمة.

إن الكارثة التي ألمت بمدينة سبها ليست مجرد حادثة مناخية عابرة، بل هي نتيجة طبيعية لتراكم سنوات من الإهمال في تحسين البنية التحتية وتطوير أنظمة تصريف المياه. سقوط الأمطار الكثيفة كشف عيوبًا جذرية في إدارة الأزمات، وأظهر الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية بشكل مستدام.

المجتمع المحلي، بمساعدة فرق الإنقاذ المتاحة، يواصل جهوده في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن الوضع يتطلب تدخلاً فوريًا من الحكومة الليبية على جميع المستويات. من الواضح أن المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمطارات ليست مجهزة لتحمل مثل هذه الأزمات، ما يجعل الحاجة إلى تخطيط استراتيجي عاجل أمرًا لا يمكن التغاضي عنه.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24