ليبيا الان

عقيل: مراسيم الرئاسي لن تنقذ ليبيا من الفوضى

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في مشهد يعكس تعقيدات الأزمة في ليبيا، جاء رد فعل رئيس حزب الائتلاف الجمهوري والمحلل السياسي عز الدين عقيل حادًا وقاسيًا على تصريحات عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني التي أعلن فيها عن صلاحيات المجلس في إصدار مراسيم لإنقاذ البلاد من الفوضى. رأى عقيل في هذا التصريح إشارة واضحة إلى تقويض المؤسسات الليبية والتدخل الأجنبي المباشر، مهاجمًا بقوة فكرة أن الرئاسي يمتلك القدرة الحقيقية لإنقاذ الوطن من الوضع الراهن.

عقيل أكد عبر منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24” أن الجيش وحده هو الذي يمتلك القدرة على إحكام السيطرة وإعادة الاستقرار لليبيا. لكنه أضاف بسخرية لاذعة: “حين يكون موجودًا بالفعل، وليس مجرد قيادة افتراضية.” بهذا التصريح، علق عقيل الجرس على نقطة ضعف كبيرة في بنية الدولة الليبية، وهي غياب جيش وطني متماسك وقوي قادر على فرض القانون والنظام.

إن هذه الإشارة إلى غياب الجيش لم تكن مجرد ملاحظة عابرة، بل تمثل نقدًا مباشرًا للقيادة السياسية والعسكرية في ليبيا، حيث يرى عقيل أن الافتقار إلى جيش وطني حقيقي يجعل من أي محاولة لإنقاذ البلاد مجرد مبادرات افتراضية بلا قيمة.

انتقل عقيل إلى نقطة أخرى محورية في نقده للكوني، حيث وصف المراسيم التي يتحدث عنها بأنها “سوداء” وتأتي نتيجة لإملاءات أجنبية. هذا الهجوم الصريح على الكوني يعكس خوفًا كبيرًا من عقيل تجاه الهيمنة الأجنبية على القرارات السيادية في ليبيا. فقد رأى أن أي مراسيم قد تصدر عن المجلس الرئاسي لن تكون سوى تعبير عن طاعة عمياء للقوى الخارجية، وتحديدًا الولايات المتحدة.

ويضيف عقيل أن سيطرة الميليشيات المسلحة والمدن المتمردة على الأرض تجعل من المستحيل تنفيذ أي مراسيم، مشددًا على أن المجلس الرئاسي لا يملك أي سلطة فعلية على الوضع الميداني. في هذا السياق، يرى عقيل أن الحديث عن مراسيم لإنقاذ البلاد ليس سوى وهم، في ظل غياب السيطرة على القوى الفاعلة على الأرض.

لكن عقيل لم يتوقف عند هذا الحد، بل ألقى الضوء على الدور المتزايد للولايات المتحدة في الشأن الليبي، معتبرًا أن أي مراسيم قد تصدر عن الرئاسي لن تجد طريقها للتنفيذ إلا إذا تدخلت واشنطن بنفسها. وأشار إلى تجربة سابقة تتعلق بالبنك المركزي الليبي، حيث يعتقد عقيل أن التدخل الأميركي المباشر كان هو العامل الحاسم في تطهير البنك من وكيله السابق.

في نظر عقيل، الولايات المتحدة ليست مهتمة فعليًا بمصلحة الشعب الليبي أو إنقاذ البلاد من الفوضى، بل تعمل على تعزيز مصالحها الخاصة. ويرى أن تدخل واشنطن من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا، ويعمق الفوضى بدلًا من حلها.

أكثر ما يخشاه عز الدين عقيل هو أن تصل ليبيا إلى نقطة اللاعودة، حيث يعتقد أن استمرار الهيمنة الأجنبية على القرارات السيادية سيؤدي إلى “يوم السقوط الكامل.” في هذا اليوم المشؤوم، يرى عقيل أن ليبيا ستصبح تحت الهيمنة التامة للقوى الخارجية، وسيزداد الوضع سوءًا حتى يصل إلى حالة من الانهيار التام.

عقيل يختم منشوره بلهجة تحذيرية، مؤكدًا أن الحل لن يكون عبر مراسيم تصدر تحت ضغط خارجي، بل من خلال استعادة السيطرة الحقيقية على الأرض وبناء جيش وطني قوي وقادر على حماية سيادة البلاد.

تصريحات عقيل حول التدخل الأجنبي لا تأتي من فراغ. فليبيا، منذ اندلاع أزمتها السياسية والعسكرية في عام 2011، أصبحت ساحة للصراعات الدولية والإقليمية. القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، تحاول لعب دور مؤثر في مسار الأحداث، مما يجعل من الصعب على الليبيين استعادة سيادتهم الوطنية بدون تدخلات خارجية.

وبالنظر إلى تصريحاته حول واشنطن، يمكن القول إن عقيل يعبر عن حالة من القلق العميق تجاه الدور الأميركي في ليبيا. وهو يرى أن هذا الدور، بعيدًا عن كونه بناءً أو إيجابيًا، يسعى إلى فرض أجندات خارجية تخدم مصالح القوى الكبرى على حساب الشعب الليبي.

أحد أكثر الأمور التي ركز عليها عقيل في منشوره هو مسألة الجيش الليبي. فبينما يعتقد أن الجيش هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار، يعترف ضمنيًا أن هذا الجيش، بالشكل الذي يتحدث عنه، غير موجود فعليًا. هذه النقطة تثير تساؤلات حول كيفية إعادة بناء جيش وطني حقيقي في ظل الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية.

في هذا السياق، يمكن القول إن عقيل يعبر عن واقع مؤلم تعيشه ليبيا، حيث أصبحت الميليشيات والجماعات المسلحة هي القوى الفاعلة على الأرض، بينما الجيش الوطني الموحّد يبقى حلمًا بعيد المنال. هذا الوضع يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد، ويجعل من الصعب على أي طرف تحقيق الاستقرار بدون حلول جذرية وشاملة.

تصريحات عز الدين عقيل حول موسى الكوني والمراسيم الرئاسية تعكس تعقيدات الوضع الليبي الحالي. فهو يرى أن الرئاسي لا يملك القدرة الفعلية لإنقاذ البلاد من الفوضى، وأن الجيش وحده هو القادر على تحقيق هذا الهدف، بشرط وجوده الفعلي. وفي نفس الوقت، يعبر عقيل عن مخاوفه من التدخلات الأجنبية، وخاصة الأميركية، والتي يرى أنها تسهم في زيادة الفوضى بدلًا من حلها.

إن تصريحات عقيل تطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل ليبيا، وكيفية تحقيق الاستقرار في ظل الوضع الراهن. فبينما يبدو الحل العسكري أحد الخيارات، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن لليبيين استعادة سيادتهم الوطنية في ظل التدخلات الخارجية المتزايدة؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24