قال عبدالمنعم اليسير، رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام السابق، إن استمرار حكومة الدبيبة، في ظل غياب الرقابة والمحاسبة، وفي ظل تحالفها مع المجموعات المسلحة، أصبح أحد العوائق الكبرى أمام التوافق الوطني وإجراء الانتخابات.
وأكد اليسير، في حوار لموقع حفريات، أن التحالف الضمني بين الدبيبة ودار الإفتاء، يهدف تعزيز النفوذ السياسي وتعطيل مشاريع التغيير الحقيقي.
وأكد أن الدبيبة يعمل على الاستفادة من الغطاء الديني لتعزيز شرعيته أمام الشارع الليبي المحافظ، بينما تحظى دار الإفتاء بدورها بمساحة غير مسبوقة من التأثير في القرار السياسي.
ولفت إلى أن الواقع السياسي الليبي مليء بالتعقيدات والتشابكات، وهناك محاولات دائمة لاحتواء أيّ تحرك وطني جاد عبر تدويره ضمن دوائر الانسداد نفسها، أو تفريغه من محتواه الحقيقي.
وأشار إلى أن الانسداد السياسي نتيجة لغياب الإرادة الحقيقية والتفاف البعض على مطالب الشعب.
وأفاد بأن التوافق الحقيقي يُبنى على قاعدة واحدة، وهي الشعب هو المصدر الوحيد للشرعية، وإرادته هي الفيصل، مرحباً بأيّ دعم دولي نزيه، خصوصًا من البعثة الأممية، ولكننا نرفض تمامًا أيّ تدخل يرمي إلى هندسة مشهد سياسي يخدم مصالح خارجية على حساب استقرار ليبيا.
واعتبر أن البعثة الأممية لعبت دورًا محوريًا منذ 2011، لكنّها لم تكن دائمًا فاعلًا محايدًا أو موفقًا في إدارة العملية السياسية، بل أسهمت في إنتاج ترتيبات هشة ومسارات غير مكتملة، عجزت عن إنهاء الانقسام أو بناء مؤسسات موحدة.
وأوضح أن كل الاتفاقات السياسية التي رعتها البعثة سابقًا لم يتم تنفيذ بنودها الأساسية، وعلى رأسها الترتيبات الأمنية واتفاق وقف إطلاق النار، وهي العناصر الجوهرية لأيّ حل حقيقي ومستدام للأزمة الليبية.
ونوه بأن ما جرى غالبًا كان مجرد تفاهمات نُفّذت منها الجوانب الشكلية، فيما تُرك الجوهر معلقًا، ممّا أسهم في إطالة أمد الأزمة.
وشدد على أن دور البعثة خلال السنوات الماضية اتسم بالارتباك والتقلب، وغلب عليه الطابع الإداري أكثر من كونه مسارًا مبنيًا على فهم عميق للواقع الليبي.
ووصف ما تقوم بع البعثة الأممية بـ”الهندسة السياسية” التي أسهمت في إنتاج سلطات هشة ومتعددة، بدلًا من توحيد المؤسسات وبناء قاعدة دستورية مستقرة.
وشدد على ضرورة إعادة ضبط دور البعثة الأممية، بحيث يُبنى على احترام الإرادة الوطنية الليبية، ويخرج من عقلية الإدارة والتحكم إلى عقلية الدعم والمرافقة.
وقال اليسير:” نريد التأسيس لمسار جديد يعطي الشعب الليبي حقه في تقرير مصيره، ويضع المؤسسات في خدمة الاستقرار، لا في قبضة الصراع”.