ليبيا الان

الصغير: الغرياني يواصل تسويق الأكاذيب والتزييف والتحريض

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في تصريحات نارية لا تخلو من الصراحة، وصف الدبلوماسي السابق حسن الصغير، المفتي المعزول، الصادق الغرياني  بـ”المفتن الكذاب”، متهمًا إياه بتسويق عدة أكاذيب عن الوضع في فزان، تلك المنطقة التي عانت من إهمال طويل الأمد. أحد أبرز الأكاذيب التي أشار إليها الصغير هي الادعاء بأن “القوة الثالثة” كانت تؤمن فزان وتحميها من الانزلاق في صراعات محلية.

لكن الحقيقة، كما يؤكد الصغير، هي أن تلك القوة العسكرية لم تكن سوى متفرج على معاناة أهل فزان، واستفادت من الوضع المتأزم هناك. الصغير يدين “القوة الثالثة” بأنها لم تقم بدور الحماية أو الأمن، بل كانت تقف على الهامش بينما تدور المعارك في سبها وأوباري بين الأطراف المتصارعة، مدعيةً أن هذه الحروب قبلية أو عرقية ولا شأن لها بالتدخل.

المزاعم الثانية التي فندها الصغير تتعلق بدور باشاغا في إخراج “القوة الثالثة” من فزان. وفقاً للغرياني، فإن باشاغا هو الذي وقف وراء إنهاء وجود هذه القوة في الجنوب. إلا أن الواقع الذي يرويه الصغير مختلف تماماً. الحقيقة المؤلمة، كما يشير، هي أن القوة الثالثة لم تغادر إلا بالدم بعد أن ارتكبت مجزرة مروعة في قاعدة براك الجوية، حيث أزهقت أرواح 150 جندياً ليبياًً كانوا عزلاً من السلاح.

هذه المجزرة ليست مجرد حادثة عابرة؛ بل هي جريمة مروعة كشفت عن الوجه الحقيقي لتلك القوة التي تغذت على دماء الأبرياء في الجنوب، ولم تخرج إلا بعد أن واجهت مقاومة شعبية عنيفة.

المزاعم الثالثة التي يروجها الغرياني بحسب الصغير هي أن أهل فزان وسبها يعلنون ولاءهم لطرابلس. إلا أن التاريخ يقف شاهدًا على عكس ذلك. أهل فزان، كما يوضح الصغير، لطالما رفضوا التبعية لأي جهة، وسعوا ليكونوا شركاء في الوطن لا تابعين لأي مدينة أو قيادة. هذا الرفض للتبعية يتجلى بوضوح في الأحداث التي سبقت إعلان الاستقلال الليبي.

في تلك الفترة، عارض أهل فزان الزعيم الطرابلسي بشير السعداوي الذي سعى لإبقاء فزان تحت الهيمنة الطرابلسية. وفي مثال تاريخي، نظّم الطرابلسيون مظاهرة أمام الفندق الكبير في طرابلس حيث كان الوفد الفزاني مقيمًا، وذلك للاحتجاج على المطالبة بالمساواة في التمثيل بين فزان وطرابلس.

فيما يتعلق بالعلاقة بين فزان وبنغازي، يشير الصغير إلى أن الروابط التاريخية والجغرافية بين المنطقتين أعمق بكثير من تلك التي تجمع فزان بطرابلس. الطريق التجاري القديم الذي كان يربط فزان ببرقة في الشمال الشرقي من ليبيا، إضافة إلى الروابط الديموغرافية بين القبائل والمكونات الاجتماعية مثل المرابطين والتبو، كل ذلك يؤكد أن التواصل بين فزان وبرقة كان قائماً منذ زمن بعيد.

صحيح أن القرن الأخير شهد زيادة في التواجد الفزاني في طرابلس لأسباب متعددة، منها قرب المسافة ومركزية السلطة في العاصمة، إلا أن هذا لا يعني أن فزان تفضل طرابلس على بنغازي. بل على العكس، الصغير يؤكد أن أهل فزان لا يكنّون أي ولاء خاص لأي مدينة ليبية على حساب أخرى، ويحتقرون التبعية والخنوع للنظام المركزي.

في ختام تصريحاته، يتساءل الصغير عن سبب الهجوم المستمر الذي يشنه الغرياني على مدينة مصراتة. هذا المفتي الذي يتفاخر بتزييف الحقائق وينسب إلى “القوة الثالثة” المجازر والجرائم، يبدو وكأنه يسعى إلى إشعال فتيل الفتنة بين فزان ومصراتة. الغرياني يتهم باشاغا -وهو من مصراتة- بارتكاب الجرائم، ويتفاخر بالقوة الثالثة التي تنتمي أيضًا إلى مصراتة، متجاهلاً أن مصراتة غارقة في أزماتها الخاصة.

الصغير يتساءل: لماذا يصر الغرياني على جر مصراتة إلى مزيد من الأزمات، وعلى التركيز بشكل دائم على الربط بين مصراتة وفزان؟ هل الهدف هو التحريض وإثارة المزيد من الانقسامات داخل ليبيا؟

من خلال هذا الخطاب الحاد والمباشر، يطرح الصغير تساؤلات جدية حول دور الغرياني في تأجيج الفتنة داخل ليبيا، مستندًا إلى تزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب لتوجيه الرأي العام.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24