ليبيا الان

العكاري: قرارات المركزي تعزز الاستقرار الاقتصادي الوطني

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

قرارات جديدة لمصرف ليبيا المركزي: خطوة نحو تعزيز الاستقرار الاقتصادي

في سياق مستمر من الإصلاحات التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي في ليبيا، أعلن مصرف ليبيا المركزي عن مجموعة من الضوابط الجديدة المتعلقة ببيع النقد الأجنبي، في خطوة تمثل تحولاً واضحاً في السياسات الاقتصادية الوطنية. وقد جاءت هذه التغييرات في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية متفاقمة، نتيجة للتحديات السياسية والانقسامات المؤسسية التي أثرت على النظام المالي والنقدي للبلاد.

رفع سقف البطاقات والاعتمادات: قدرة البنك المركزي على التغطية

أحد أبرز القرارات التي أعلن عنها البنك المركزي هو رفع سقف بطاقات الأغراض الشخصية من 4 آلاف إلى 8 آلاف دولار سنوياً، وهي خطوة طال انتظارها من قبل المواطنين الليبيين الذين كانوا يعانون من محدودية السقف السابق، في ظل ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي لتمويل الاحتياجات اليومية والسفر والدراسة بالخارج. بالإضافة إلى ذلك، تم رفع سقف بطاقات صغار التجار من 100 ألف إلى 500 ألف دولار، مما يمثل تحركاً هاماً لدعم الأنشطة التجارية الصغيرة التي تشكل عنصراً حيوياً في الاقتصاد الليبي.

هذه التغييرات تعكس قدرة البنك المركزي على التكيف مع احتياجات السوق وتغطية الطلب المتزايد على النقد الأجنبي. وفقاً لعضو مجلس إدارة المصرف السابق، مصباح العكاري، فإن هذه الإجراءات تشير إلى أن الإدارة الجديدة للبنك المركزي تتجه نحو تحقيق تحسن ملموس في الوضع الاقتصادي للبلاد. ويرى العكاري أن هذه القرارات تدل على وجود استراتيجية واضحة لإدارة الأزمات الاقتصادية، وتوفير الدعم اللازم للقطاعات الحيوية، مثل التجارة والصناعة، من خلال رفع سقف الاعتمادات المستندية إلى 10 ملايين دولار في مجال الصناعة.

تسهيل الاعتمادات: تقليل القيود أمام الشركات

في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الليبي العديد من التحديات، فإن البنك المركزي اتخذ خطوات أخرى لدعم الشركات والمؤسسات الليبية. من بين هذه الخطوات، تسهيل إجراءات فتح الاعتمادات للشركات من خلال رفع كثير من العراقيل التي كانت تعيق عمليات التجارة الدولية. وأعلن البنك عن السماح للشركات بالحصول على كود CBL، مما يمكنها من الوصول إلى النقد الأجنبي بسهولة أكبر.

تأتي هذه الخطوة في ظل الضغوط المتزايدة على الاقتصاد الليبي بسبب تذبذب أسعار الصرف ونقص النقد الأجنبي في الأسواق المحلية. وتعتبر هذه الإصلاحات جزءاً من رؤية البنك المركزي لضمان توفير النقد الأجنبي بالطرق القانونية والمشروعة، والحد من السوق السوداء التي كانت تتحكم بشكل كبير في تدفق العملة الصعبة خلال السنوات الماضية.

التحديات المرافقة والإصلاحات المطلوبة

على الرغم من هذه الخطوات الإيجابية، يشير العكاري إلى أن تحقيق الاستقرار الاقتصادي لن يكون كاملاً إلا إذا قامت باقي الجهات المعنية بإجراء إصلاحات مكملة. البنك المركزي، رغم أهميته، لا يمكنه وحده حل الأزمة الاقتصادية الليبية، بل يجب أن تكون هناك جهود متكاملة من قبل الحكومة والقطاعات الأخرى لضمان استدامة هذه الإصلاحات.

ويضيف العكاري أن هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات مالية وإدارية واسعة النطاق، خاصة في ما يتعلق بالفساد المالي والبيروقراطية التي تعيق تنفيذ هذه السياسات. ويرى أن الحكومة الليبية يجب أن تركز على تفعيل آليات الرقابة المالية، وضمان شفافية الإجراءات المتعلقة بتدفق الأموال، سواء عبر المصارف أو السوق المالية.

الاستقرار الاقتصادي في ظل التغيرات الدولية والمحلية

مع هذه الإصلاحات، يأتي التساؤل حول مدى تأثير الأوضاع الدولية على الاقتصاد الليبي. فالتغيرات المستمرة في أسعار النفط، الذي يعتبر المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في ليبيا، تلعب دوراً مهماً في تحديد مدى نجاح هذه السياسات. بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار الأوضاع السياسية في البلاد سيظل عاملاً حاسماً في تحديد مدى فعالية هذه الإجراءات.

البنك المركزي يبدو عازماً على تحقيق توازن نقدي واقتصادي من خلال تعزيز السيولة في السوق المحلية، والحد من الاعتماد على السياسات النقدية القديمة التي كانت تفتقر إلى المرونة. ومع ذلك، فإن مسار الاستقرار الاقتصادي في ليبيا لا يزال طويلاً ومعقداً، ويتطلب تعاوناً متكاملاً بين مختلف الأطراف الفاعلة في البلاد.

التفاؤل بمستقبل الاقتصاد الليبي

بناءً على هذه التطورات، يبدو أن هناك موجة من التفاؤل بين خبراء الاقتصاد والمراقبين حول مستقبل الاقتصاد الليبي. تشير السياسات الجديدة إلى أن البنك المركزي قادر على اتخاذ قرارات جريئة تهدف إلى معالجة التحديات النقدية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

ويرى العديد من المحللين أن نجاح هذه السياسات سيعتمد بشكل كبير على تنفيذها بشكل فعال، ومدى استجابة السوق المحلية لهذه الإصلاحات. وفي هذا السياق، يشير البعض إلى أن دعم المؤسسات المالية الدولية سيكون ضرورياً لدعم هذه الجهود، خاصة في ما يتعلق بتوفير التمويل والدعم الفني اللازمين لتطوير القطاع المصرفي الليبي.

الخاتمة: طريق طويل نحو الاستقرار

بينما يواصل البنك المركزي اتخاذ خطوات لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، يبقى تحقيق النجاح مرهوناً بقدرة المؤسسات الحكومية على تنفيذ الإصلاحات المصاحبة، وتعاون الأطراف المحلية والدولية لدعم هذه الجهود. المستقبل يحمل الكثير من التحديات، لكن القرارات الأخيرة للبنك المركزي قد تكون بداية جديدة نحو بناء اقتصاد أكثر استقراراً واستدامة في ليبيا.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24