ليبيا الان

حكومة الدبيبة تتعرض لانتقادات بسبب نقص تطعيمات المواليد

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في أوج الحروب والمآسي التي عاشتها ليبيا خلال العقد الماضي، لم تُسجل البلاد نقصًا في تطعيمات المواليد. حتى عندما كانت أصوات القصف تدوي في طرابلس، وبنغازي تحترق، ظلت هذه الجرعة الثمينة من الأمل متوفرة للأطفال حديثي الولادة. لكن اليوم، وفي ظل حكومة الدبيبة منتهية الولاية التي ترفع شعار “عودة الحياة”، نجد أنفسنا أمام مفارقة مؤلمة. هذه المفارقة دفعت المرشح الرئاسي سليمان البيوضي للتعبير عن استغرابه، بل استنكاره، لنقص تطعيمات المواليد في البلاد.

المرشح الرئاسي سليمان البيوضي لم يخفِ استياءه من الوضع الحالي. فقد نشر تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“، رصدتها “أخبار ليبيا 24” ” استغرب فيها من عدم توفر تطعيمات المواليد، ووصف ما يحدث بأنه “عودة إلى الوراء”. كلمات البيوضي لم تكن مجرد نقد عابر، بل تعكس أزمة أعمق تتجاوز مسألة توفير التطعيمات، لتصل إلى أزمة ثقة في الحكومة المؤقتة التي ترفع شعارات براقة، لكن الواقع يكشف عكسها.

التطعيمات ليست مسألة بسيطة، فهي خط الدفاع الأول عن صحة الأجيال القادمة. وفي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن إنجازات وإعادة الحياة إلى ليبيا، فإن انقطاع التطعيمات يعكس تدهورًا خطيرًا في قطاع الخدمات الصحية. ما يفاقم المشكلة هو أن هذه التطعيمات كانت متوفرة حتى في أسوأ الظروف التي مرت بها البلاد، فلماذا الآن تختفي؟ هل هو تقصير إداري؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى تتعلق بسوء التخطيط؟ أسئلة تظل بلا إجابة من الجهات المعنية.

ما يزيد من تعقيد هذه الأزمة هو التناقض الكبير بين ما تعلنه الحكومة وما يعيشه المواطن الليبي على أرض الواقع. شعار “عودة الحياة” الذي ترفعه حكومة الدبيبة بات مثار سخرية للكثيرين، خصوصًا في ظل الأزمات المستمرة التي تعصف بالبلاد. البيوضي أشار في تدوينته إلى أن التطعيمات كانت متوفرة حتى في ذروة الأزمات والحروب، فما الذي حدث اليوم؟ كيف يعقل أن تختفي هذه اللقاحات الضرورية في فترة تدعي فيها الحكومة أنها تعمل على إعادة الاستقرار والتنمية؟

المرشح الرئاسي سليمان البيوضي لم يكن الوحيد الذي عبر عن استيائه من هذه الأزمة، لكنه كان من بين الأوائل الذين أطلقوا ناقوس الخطر. تدوينته التي انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاقت تجاوبًا كبيرًا من المواطنين الليبيين الذين يعيشون في حالة إحباط وغضب بسبب هذه الأوضاع. البيوضي لم يكتفِ بانتقاد نقص التطعيمات، بل وصف الأوضاع الحالية في ليبيا بأنها “عودة إلى الوراء”، في إشارة إلى التراجع الكبير في الخدمات العامة وتدهور مستوى الحياة اليومية.

سؤال يطرح نفسه: كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ هل يتعلق الأمر بفساد إداري في وزارة الصحة أو مكاتب الخدمات الصحية؟ أم أن الأزمة أعمق من ذلك وتمس جوهر السياسات الحكومية؟ الحديث عن إنجازات وزارة الصحة، التي أشار إليها البيوضي بسخرية في تدوينته، يعكس حالة من اللامبالاة الحكومية تجاه مشاكل الناس. إن اختفاء التطعيمات في وقت تزداد فيه المخاطر الصحية هو دليل على أن هناك تهاونًا في إدارة هذه الأزمة. فحتى في ذروة الحروب، كانت الخدمات الأساسية متوفرة، فلماذا الآن، ونحن في فترة يُفترض أنها تشهد عودة للحياة، نشهد هذا التدهور؟

عبارة “عودة الحياة” التي تتردد على ألسنة المسؤولين في حكومة الدبيبة أصبحت مثار جدل واسع. كيف يمكن أن نقبل بهذا الشعار في ظل نقص التطعيمات؟ كيف يُتحدث عن استعادة الحياة بينما المواطن الليبي يعاني من انقطاع الخدمات الأساسية؟ إن الشعارات البراقة لا تستطيع أن تغطي على حقيقة الأزمات المتراكمة التي تواجه البلاد.

الأمل يبقى في أن تتحرك السلطات لمعالجة هذه الأزمة. إن توفير التطعيمات ليس مجرد ضرورة صحية، بل هو واجب إنساني على الحكومة. فالأطفال هم أمل المستقبل، وضمان صحتهم وحمايتهم من الأمراض يجب أن يكون في مقدمة أولويات أي حكومة تدعي العمل من أجل الشعب. حديث سليمان البيوضي عن “عودة إلى الوراء” هو دعوة صريحة للتفكير في المسار الذي تسلكه البلاد، وهل نحن على الطريق الصحيح أم أننا نتراجع نحو مزيد من الفشل؟

في نهاية المطاف، تبقى التساؤلات قائمة حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمات. كلام البيوضي لم يكن مجرد نقد عابر، بل هو تعبير عن إحباط شعبي واسع. المواطن الليبي ينتظر أفعالاً وليس شعارات، ويأمل في أن يشهد تغييرًا حقيقيًا ينعكس إيجابًا على حياته اليومية. لكن إلى أن يحدث ذلك، سيظل السؤال قائماً: هل نعيش عودة للحياة أم إحياءً للأزمات؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24