استقبل القائد العام للقوات المُسلحة العربية الليبية، المُشير أركان حرب خليفة أبوالقاسم حفتر، في مقر القيادة العامة بمدينة بنغازي، السفير الفرنسي لدى ليبيا، السيد مصطفى مهراج، في لقاء يحمل أبعاداً دبلوماسية وعسكرية هامة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه الساحة المحلية والدولية تحولات جذرية تفرض نفسها على المشهد الليبي، الأمر الذي يضع على عاتق حفتر والقوات المسلحة الليبية مسؤولية مضاعفة في حماية الاستقرار الوطني والمساهمة في تحقيق مصالح ليبيا على الساحة الدولية.
في مستهل اللقاء، تبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا الحيوية التي تمس العلاقات بين ليبيا وفرنسا، حيث أكّد حفتر على الأهمية الاستراتيجية التي توليها القيادة العامة لتعزيز علاقاتها مع الدول الكبرى، مثل فرنسا، خاصةً في ظل التحولات الراهنة التي تشهدها الساحة الليبية والإقليمية. كما استعرض الطرفان التحديات التي تواجه البلدين، سواء على المستوى الأمني أو السياسي، متفقين على أهمية العمل معاً للتصدي لهذه التحديات بما يخدم مصلحة الشعبين.
العلاقات الليبية الفرنسية: دعائم متينة للتعاون المشترك
منذ وصول المُشير حفتر إلى موقع القيادة العسكرية في ليبيا، أصبح أحد أبرز الأركان السياسية والعسكرية التي تشكل الحصن الأول لاستقرار ليبيا في وجه الأزمات الداخلية والخارجية. وتأتي لقاءاته مع السفراء والمسؤولين الدوليين، مثل السفير الفرنسي مصطفى مهراج، في سياق مساعيه لتعزيز الشراكات التي تدعم مسيرة البناء العسكري والاقتصادي للبلاد.
التعاون الليبي الفرنسي ليس بالجديد، حيث يعود لعقود ماضية شهدت فيها العلاقات الثنائية بين البلدين مراحل من التعاون المثمر، إلا أن حفتر يسعى اليوم إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال مشاريع جديدة تعزز من قوة ليبيا، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية. فرنسا، بصفتها لاعباً أساسياً في المشهد الدولي، تمتلك القدرة على تقديم الدعم لليبيا سواء عبر الخبرات العسكرية أو المساعدة الاقتصادية.
حفتر يقود القوات المسلحة نحو الاستقرار الإقليمي
يعتبر المشير حفتر القائد الذي يعيد بناء القوات المسلحة الليبية بعد سنوات من الصراعات والانقسامات، وقد نجح في توحيد صفوف الجيش الليبي ليصبح اليوم أحد القوى الكبرى في المنطقة. وقد أشاد مهراج في لقائه بالمُشير حفتر بجهوده في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي داخل ليبيا، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يسهم في تحقيق أهداف مشتركة تتعلق بمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن في البحر المتوسط.
المُشير حفتر، من جهته، أكّد أن القوات المسلحة الليبية تحت قيادته لن تتوانى في أداء دورها المحوري لحماية الحدود الليبية والحفاظ على سيادة البلاد، مضيفاً أن التعاون العسكري مع فرنسا يمثل دعماً مهماً لتحقيق هذه الأهداف. هذه اللقاءات تسهم في تعزيز المكانة العسكرية لليبيا في الساحة الدولية، وتفتح الباب لمزيد من التعاون والتنسيق في مجالات عدة، بما في ذلك التدريب العسكري، وتأمين الحدود، ومكافحة الإرهاب.
المصالح المشتركة بين ليبيا وفرنسا: شراكة استراتيجية قوية
لطالما كانت فرنسا داعماً رئيسياً للقضية الليبية في المحافل الدولية، وفي ظل قيادة المُشير حفتر للجيش الليبي، تتسع آفاق التعاون بين البلدين لتشمل ملفات حيوية مثل النفط، والاستثمار، والتجارة، إلى جانب الملفات الأمنية. وقد ناقش الطرفان خلال اللقاء سبل تعزيز هذه المصالح المشتركة بما يخدم الاستقرار في ليبيا، ويعزز من الدور الإقليمي لفرنسا في شمال أفريقيا.
في ختام اللقاء، أعرب المُشير حفتر عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الليبية الفرنسية، مؤكداً أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ستواصل بناء شراكات متينة مع الدول التي تؤمن باستقرار ليبيا ودورها الفاعل في المنطقة. كما شدد على أن القوات المسلحة الليبية ستظل حامياً لأمن البلاد واستقرارها، وستواصل العمل مع الحلفاء الدوليين لتحقيق الأهداف الوطنية.
حفتر والجيش: صمام الأمان لليبيا
لطالما اعتبر المُشير حفتر قائداً حكيماً يتمتع برؤية استراتيجية تمتد إلى أبعد من الأبعاد العسكرية التقليدية. فهو ليس فقط القائد العسكري، بل رجل دولة يسعى لبناء علاقات متينة مع المجتمع الدولي لتعزيز مكانة ليبيا كدولة ذات سيادة وقوة في المنطقة. هذا اللقاء مع السفير الفرنسي يمثل جزءاً من مساعيه لتأمين الدعم الدولي للجيش الليبي الذي يقف اليوم كصمام أمان لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
في ظل هذه التحديات، يُثبت المُشير حفتر والجيش الليبي تحت قيادته أنهم القوة الحقيقية التي تحافظ على تماسك البلاد واستقرارها. ومن خلال تعزيز علاقاتهم مع الدول الكبرى مثل فرنسا، يفتحون آفاقاً جديدة للتعاون الذي سيعود بالفائدة على ليبيا وشعبها. إن قدرة حفتر على القيادة بمرونة ودبلوماسية، وحرصه على بناء شراكات مع دول مؤثرة، هي التي تجعله اليوم أحد أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية في ليبيا.
مستقبل واعد للتعاون الليبي الفرنسي
تظل الآفاق مفتوحة أمام المزيد من التعاون الليبي الفرنسي في المستقبل، خصوصاً في ظل التغيرات الإقليمية والدولية. ومع قيادة حفتر القوية والمرنة، تستعد ليبيا لدخول مرحلة جديدة من التعاون الدولي، مبنية على المصالح المشتركة والرغبة في تحقيق الاستقرار والتنمية. ستكون فرنسا، تحت قيادة المُشير حفتر، شريكاً رئيسياً في هذه المرحلة، حيث يعمل البلدان جنباً إلى جنب لتحقيق مستقبل مشرق للشعب الليبي.