ليبيا الان

التكبالي: خطوات المصرف إيجابية ولكنها مؤقتة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تواجه ليبيا، برزت قضية تعيين محافظ مؤقت لمصرف ليبيا المركزي لتكون محل جدل واسع بين الأطراف السياسية والشعبية. عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أثار في تصريحاته الأخيرة العديد من التساؤلات حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن ناجي عيسى يتولى المنصب بصفة مؤقتة فقط، وليس بصورة دائمة كما يعتقد البعض.

التكبالي أوضح في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن اختيار المحافظ الجديد سيتم نهاية نوفمبر بناءً على اتفاق النجاة والمصلحة الذي تم التوصل إليه بين الأطراف المتصارعة. ويشير هنا إلى الأهمية الحاسمة لهذا الاتفاق في تحديد مستقبل البلاد، حيث تتوقف عليه القرارات الاقتصادية والسيادية المهمة التي من شأنها التأثير على مسار الاقتصاد الوطني بشكل مباشر.

“الخطوات التي اتخذتها إدارة المصرف حتى الآن إيجابية” هكذا وصف التكبالي الجهود التي بذلتها إدارة المصرف المركزي، وهي إشارة إلى الجهود الرامية لإعادة بناء الثقة في النظام المالي الليبي. ولكن يظل التساؤل المطروح، هل هذه الخطوات كافية لتحقيق الاستقرار المالي المطلوب؟

التكبالي أكد أن لجنة الإدارة الحالية التي تم اعتمادها هي لجنة مؤقتة لحين انتخاب محافظ جديد، وهذا بدوره يعكس غموض المستقبل بالنسبة لإدارة المصرف. ورغم أن التكبالي أبدى تفاؤله بالخطوات الحالية، إلا أنه لم يخف شكوكه حول ما إذا كانت هذه الإجراءات تهدف لترسيخ مواقع بعض الشخصيات السياسية أو تحقيق أهداف بعيدة المدى تخدم الشعب الليبي.

الجدل حول من سيتولى منصب المحافظ الدائم لمصرف ليبيا المركزي يعكس الصراعات السياسية الحادة التي تشهدها البلاد. فمصرف ليبيا المركزي ليس مجرد مؤسسة مالية، بل هو لاعب رئيسي في المشهد السياسي، حيث يرتبط دوره بتحقيق التوازن الاقتصادي ودعم الاستقرار. فكل قرار يتخذه المصرف يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وعلى اقتصاد البلاد الذي يعاني من الضغوط الخارجية والداخلية.

ومع اقتراب نهاية نوفمبر، تبرز تساؤلات حول مدى توافق الأطراف المتصارعة على اختيار شخصية جديدة تتمتع بالكفاءة والنزاهة لتولي المنصب. التكبالي أشار إلى أن عملية الاختيار ستكون جزءًا من اتفاق أوسع بين الأطراف، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات عديدة، منها عودة الصراع على السلطة أو الوصول إلى تفاهمات جديدة تدفع بالبلاد نحو الاستقرار.

في ظل هذه التحركات السياسية، لا يمكن تجاهل تأثير القرارات الاقتصادية على حياة المواطن الليبي. التكبالي في تصريحاته أبدى أمله أن تكون هذه الخطوات في مصلحة المواطن، ولكن يظل السؤال عالقًا حول مدى جدية هذه الجهود في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع. فارتفاع معدلات البطالة وتدهور البنية التحتية والخدمات العامة يضع ضغوطًا كبيرة على الاقتصاد الليبي، وهو ما يجعل الحاجة إلى إصلاحات جذرية أمرًا لا مفر منه.

التكبالي أشار إلى أن المستقبل سيكشف ما إذا كانت هذه الخطوات تهدف فقط إلى ترسيخ مواقع بعض الشخصيات أم أنها جادة في تحقيق أهداف أوسع تخدم البلاد. ومع ذلك، يظل التفاؤل الحذر سيد الموقف، خاصة وأن الأوضاع في ليبيا تتغير بسرعة، ولا يمكن التنبؤ بالتحولات القادمة في المشهد السياسي والاقتصادي.

رغم التحديات التي تواجه مصرف ليبيا المركزي، فإن الفرص لا تزال موجودة أمام إدارة المصرف لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الليبي. فالخطوات الإصلاحية التي تم اتخاذها حتى الآن تحتاج إلى متابعة دقيقة وإجراءات إضافية لضمان تحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي.

التكبالي أشار إلى أن اللجنة المؤقتة التي تم تعيينها لإدارة المصرف قد تكون خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنها لن تكون كافية ما لم يتم اتخاذ خطوات أكبر على صعيد الإصلاح الاقتصادي والسياسي. التحدي الأكبر الذي يواجه المصرف هو كيفية تحقيق التوازن بين المتطلبات الداخلية والخارجية، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية المستمرة.

ومع اقتراب نهاية نوفمبر، يتطلع الليبيون إلى معرفة من سيتولى منصب المحافظ الدائم، وما إذا كان هذا التعيين سيعكس تحولًا إيجابيًا في إدارة البلاد أم سيظل الوضع على ما هو عليه. التكبالي في تصريحاته لم يقدم إجابة قاطعة، ولكنه أشار إلى أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل مصرف ليبيا المركزي.

في النهاية، تبقى القضية مفتوحة على احتمالات عديدة. تصريح التكبالي يعكس الوضع الحالي غير المستقر الذي تعيشه ليبيا، حيث يظل كل شيء مرهونًا بالتطورات السياسية والاقتصادية التي قد تحدث في أي لحظة. ومع ذلك، فإن التفاؤل يبقى موجودًا، ولو بحذر، بأن الخطوات الحالية قد تكون بداية لتحول جديد في المشهد الاقتصادي الليبي، ولو أن الطريق ما زال طويلاً لتحقيق الأهداف المرجوة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24