في تصاعد مقلق للأزمة الصحية التي تضرب بلدية بئر الغنم، أكدت السلطات الصحية المحلية تسجيل إصابات جديدة بمرض الليشمانيا، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة 31 إصابة بين طلاب مدارس المنطقة. يأتي هذا الإعلان بعد تصريحات خليفة المزلط، المتحدث باسم لجنة الأزمة ببلدية بئر الغنم، والذي أشار إلى أن عدد الإصابات في المدارس قد يكون جزءًا فقط من إجمالي الحالات، حيث يعتقد بوجود إصابات أخرى في المناطق المحيطة.
التفشي الحالي للمرض لم يكن ليظهر للعلن لولا جهود قافلة طبية كانت تعمل في المنطقة لاكتشاف وتقديم الرعاية اللازمة للحالات الصحية المستعصية. اكتشاف الإصابة بين الطلاب أثار القلق لدى المجتمع المحلي، خصوصًا أن مرض الليشمانيا، المعروف في المنطقة، قد عاد ليشكل تهديدًا كبيرًا في ظل غياب حلول صحية جذرية.
وفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن مرض الليشمانيا ليس مرضًا جديدًا على المنطقة، بل هو متواجد بشكل متقطع منذ سنوات. لكن تصاعد عدد الإصابات في المدارس يثير تساؤلات حقيقية حول أسباب الانتشار الحالي، وعما إذا كانت هناك عوامل بيئية أو نقص في الخدمات الوقائية ساهمت في عودة المرض بهذا الشكل المخيف. المرض الذي ينتقل عبر لدغات ذبابة الرمل، يعتبر من الأمراض التي تتطلب تدخلًا صحيًا سريعًا لمنع انتشاره خصوصًا في المجتمعات السكانية الكثيفة.
عائلات الطلاب المصابين يعانون من تحديات كبيرة بسبب التكاليف الطبية، حيث أن التكفل بعلاج الليشمانيا يتطلب جرعات من الأدوية ودعماً طبياً مستمراً، وهو ما يعجز العديد من الأسر عن توفيره نظرًا لضعف الوضع الاقتصادي للمنطقة. ومع غياب دعم صحي حكومي كافٍ، تجد العائلات نفسها أمام واقع صعب في تأمين الرعاية اللازمة لأبنائها.
المجتمع المحلي في بئر الغنم يعبر عن قلقه المتزايد ويدعو الجهات الصحية لاتخاذ إجراءات عاجلة للسيطرة على المرض. توفير طواقم طبية، ومعالجة حالات الإصابات المستعصية، إلى جانب توعية الأهالي وطلاب المدارس حول طرق الوقاية، أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل. بينما يؤكد المسؤولون المحليون أنهم يسعون جاهدين لمكافحة المرض، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة وتفتقر للدعم الكامل الذي يحتاجه الوضع.
معروف أن مرض الليشمانيا يظهر في المناطق ذات الظروف البيئية الخاصة، حيث تنتشر ذبابة الرمل في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. وتعد البيئة المحلية في بئر الغنم حاضنة ملائمة لهذا النوع من الذباب، الأمر الذي قد يفسر الانتشار السريع للمرض. من هنا، يرى خبراء الصحة العامة أن اتخاذ تدابير بيئية فعالة كإجراءات للحد من تكاثر الذباب الناقل قد تكون خطوة أساسية نحو الوقاية.
مع تزايد الإصابات بشكل مثير للقلق، لا بد من اتباع نهج شامل يستند إلى مجموعة من التدابير الوقائية والعلاجية. أولًا، يتطلب الوضع تزويد المنطقة بكميات كافية من الأدوية المضادة للطفيليات، بجانب تكثيف حملات التوعية حول كيفية الوقاية من لدغات الذباب الناقل.
ثانيًا، ينبغي تحسين البنية التحتية الصحية وتقديم الدعم اللوجستي والمادي للطواقم الطبية لضمان استجابة فعالة وسريعة. ومع تكاتف الجهود المجتمعية، يمكن أن يشكل سكان بئر الغنم خط دفاع أول ضد المرض من خلال اتباع النصائح الطبية وتطبيق سبل الوقاية المناسبة في حياتهم اليومية.